عُذرًا يا حروف الهجاء، يا حروف الأبجديّة -
بقلم : نديم إبريق- أبو سنان
عُذرًا يا حروفَ الهجاء ، يا حروفَ الأبجدية
فقد أضحيت تعكسين بشاعةَ وقُبحَ البشريّة
وافتقدت حُروفك قواعدَ الأمان والإنسانيّة...
فالألف - أصبحت رمزًا لحُب الذّات و الأنانيّة
والباء- بُعدٌ وبوْنٌ شاسعٌ بين أقوالنا وحياتنا العمليّة
الثاء– ثكالى وأراملُ تسألن: أين الخصال الآدميّة ؟
التاء- تفككٌ أسريٌ مقيتٌ وعلاقات غير انسجاميّة
الجيم – جفاء ٌ وخصامٌ واندثارُ العلاقة الأخويّة
الحاء – حربٌ ومعاركُ وصواريخُ ذرية ونوويّة
الخاء – خلوُ مجتمعنا من معاني الصداقة الحقيقيّة
الدال – دمعُ أمٍ تبكي ابنًا سلبته نار الثأرِ الهمجيّة
الذال – ذعرٌ وذُلٌ وفزعٌ وانعدام عيشتنا الهنيّة
والراء – رصاصٌ أزيزهُ أشدُّ من الليالي الرعديّة.
عُذرًا يا حروف الهجاء ، يا حروف الأبجدية
فقد أضحيت تعكسين بشاعة وقُبح البشريّة
وافتقدت حُروفك قواعد الأمان والإنسانيّة...
فالزاء - زعماءُ متعجرفون ينعمون في بُروجٍ عاجيّة
والسين - سياراتٌ ومركباتٌ حصدت زهراتٍ نديّة
الشين - شرٌ وخُبثٌ تأصل في قلوبِ البشرِ والبريّة
الصاد – صوتُ طفلٍ مُهاجرٍ انقلبت فيه مركبة بحريّة
الضاد- ضمائرُ ماتتْ وماتَ معها أصحاب الهمم الأبيّة
الطاء - طلاقٌ وفراقٌ وانحلالٌ في العلاقات الزوجيّة
الظاء – ظلمٌ ، ظلام وظنٌ زعزع أسس الثقة التبادليّة
العين-عقوق الوالدين، تلاشي البرِّ وانكار الحقوق الأبويّة
والفاء - " فيس بوك" فكّكَ الخيوط والروابط الأسريّة.
عُذرًا يا حروف الهجاء ، يا حروف الأبجدية
فقد أضحيت تعكسين بشاعة وقُبح البشريّة
وافتقدت كل حُروفك قواعد الأمان والإنسانيّة...
فالقاف – قتلٌ وسفك دماءٍ يتصدر أخبارنا اليوميّة
والكاف – كُرهٌ وكُفرٌ وابتعادنا عن التعاليم الدينيّة
اللام – لُؤمٌ ، لدغٌ وحقدٌ تغلغل في الأوردة الدمويّة
الميم- مخدرات ومشروبات يطلقون عليها بغباء "روحّية"
النون - نزيفٌ مستمر ومتاهة تستصرخ الضمائر الحيّة
الهاء - هرولةٌ وراء المال والدنيا والمكاسب الماديّة
الواو - "واتس أب" أوهنَ ركيزة حياتنا الاجتماعيّة
والياء – يأسٌ واحباط وقنوط دبَّ في نفوس البشريّة.
عُذرا يا حروف الهجاء ،يا حروف الأبجدية
فقد أضحيت تعكسين بشاعة وقُبح البشريّة
وافتقدت حُروفك قواعد الأمان والإنسانيّة.