الدنيا والحمد لله بالف خير , نعم الدنيا بالف خير , والحالة الاجتماعية التي يعيشها الناس هي من صنع اياديهم للايجاب وللسلب , ونحن جميعاً تقريباً نعيش واقعاً تكتر فيه الاقوال والتذمرات , تكثر فيه الاشمئزازات , وتكثر فيه لعنات الوقت , تكثر فيه الشكاوي الخاصة والعامة, ان كان ذلك في البيت الواحد والاسرة الواحده , الناحية , الضاحية القرية وتتدرج الى معظم صفوف المجتمع , ومع كل هذا , ومع كل ما نسمع هنا وهناك اذا امعنا النظر قليلاً وبضمير حي , ونظرة ثاقبه ايجابيه , بالتأكيد نستطيع القول ان الدنيا بالف خير !!! نعم بالف خير !
فيمكن ان يكون الامر عكس ذلك اذا نظرنا الى الوضع القائم نظرة سلبيه , نظرة يأس , نظرة اشمئزاز , نظرة ازدراء حتى في بعض الوقت من انفسنا, عندها نرى الامر عكس الواقع وعندها نرى الامور ليست على حقيقتها .
نعم الدنيا بالخير , هذا يتذمر من الغلاء وقد يجوز بحق , وذاك يتذمر من غلاء الوقود , واخر يعدد صعوبات الحياة اليوميه وربما يفنّد الديون واحتياجات البيت والمعيشه , واخر يتذمر لانه يرعى تعليم اثنين او ثلاثه من ابنائه في المعاهد العليا, واخر يشكو كبر قسط قرض الاسكان او قرض تمويل السيارة الخ .....
فالامكانيات وارده متنوعة ومتعددة المصادر , ويمكن لكل امرىء ان يعمل بموجب امكانياته وبموجب اعتباراته الخاصة وبالاحرى بموجب قدراته المادية والاقتصادية .
الا ان الامر ايها الاخوات والاخوه ليس كذلك , ففي غالب الاحيان يجرؤ بعض الناس ويقدمون على مشاريع اقتصادية تكاليفها الشهرية تفوق دخلهم ومردوداتهم الشهرية , وقد يكون ذلك في اكثر من مشروع , ونرى هذا يصول وذلك يجول واخر يعنتر كانه عنتر زمانه لماذا؟
انتم تعرفون انه اقام بناءً بعدة قروض او اقتنى سياره فاخرة " في الورق " يعني على المتر الاول .... وربما يتفاخر ويتباهى , ويشمخ وكانه من نوع اخر من البشر , وامثاله كثيرون , وفي نواحي اخرى غير التي ذكرت , الا انهم من صنف او نوع اخر من المشاريع وبالتالي تكون هذه المشاريع على نفس المنوال .
وتمر الايام ونتعاقب الليالي وياتي الاول من الشهر وربما حتى العاشر منه , ويحين موعد الدفعة الشهرية , وفي نفس الوقت الذي يذهب لفحص حساباته في البنوك والمصارف تراه يتيقن انه من مطلع الشهر صفى على" الحديدة" اي انه في اطار السحب الزائد وربما عن السحب الزائد , ويبدأ عندها التذمر ويلعن الحياة والوقت و و ...
والامثله كثيره ودون عناء يمكن ملالحظتها ومعرفتها في كثير من دروب الحياة , وربما يتطور الامر الى حجوزات ومصادرة املاك وممتلكات و ....
ومع كل هذا انا عند رائيي اقول الدنيا والحمد لله بالف خير , فلو تروى هذا المرء او ذاك , واحسن دراسة كل مشروع وكل امر يقدم عليه جيداً وبموجب امكانياته المعروفه اجيراًكان ام مستقلاً لما وصل الى ما توصل اليه من ضيق مادي وتوتر نفسي واضطراب شخصي .
لذا هنا اود ان أذكر اذا نفعت الذكرى ان هذه الكلمات غير موجه الى اي فرد وانما مستقاه من الواقع الذي يصنعه المرء بنفسه ولنفسه , فلو كانت معالجة الامور والاقدام عليها بشكل مدروس وموضعي وبموجب الحاجة , لما حدث ما يحدث , لان الدنيا بالف خير , المجالات مفتوحه , والامكانيات متوفرة , والظروف مواتيه للكل حسب قدراته وليس حسب اهوائه ومناظراته للغير او تقليداً للاخرين ولو كان ذلك على غير مقدرة .
فالقناعة كنز لا يفنى , وفي نظري السماء هي الحدود لطموحات المرء المتزن , الواعي , النشيط الذي لا يعرف الكلل او الملل في الدراسة في التخطيط في البرمجة , في المواظبه والعمل الدؤوب وفي التنفيذ, نعم عندها تبقى الدنيا بالف خير دون عشوائيه ودون تهوّر ومناظرة وتقليد
الغير ليس الاّ, وعليه فالدنيا بالف خير اذا نظرنا اليها نظرة واقعيه , نظرة قناعة , نظرة موضوعية دون مغالاة بانفسنا وخاصة نظرة ايمان عميقه بالله وبانفسنا وبقدرتنا على التحمل والتنفيذ في كل امر تقوم فيه, عندها ما من شك اننا ندرك ان الدنيا حقاً بالف خير .