أسقطت الدفاعات الجويّة السوريّة الطائرة الإسرائيليّة، المقاتلة والنفّاثة، إف 16، وهي طائرة قنص وقصف بالقنابل العنقوديّة والذكيّة و...، يمكنها أن توجّه أسلحتها بعيدة المدى إلى أهداف جويّة وبريّة وبحريّة بدقّة متناهية، و... وأُصيب الطياران.
كم كلّفت الغارة؟
تكاليف سقوط الطائرة: ثمن الطائرة لوحدها 50 مليون دولار. يضاف إليها ملايين الدولارات التي صرفت على الوقود والصيانة، وعلى القذائف والصواريخ والقنابل، وعلى التجهيزات والأنظمة، و...، وعلى تدريب الطيّارين ورواتبهم وتأميناتهم، و...، وتعويضاتهم.
-
لكن، ثمن طائرة إف 35 الشبح يصل إلى 200 مليون دولار، وثمن غوّاصة الدولفين (بدون الرشاوى والشمبانيا والسيجار و...) 2 مليار دولار.
-
إذن، ما علينا إلّا أن نشكر الله على أنّها كانت طائرة إف 16 فالكون، وليس إف 35 شبح!
-
يا خسارة، شكّل شراء إسرائيل لهذه الطائرات واستخدامها في ... دعاية مجّانيّة لأصحاب الشركات الأمريكيّة المصنِّعة لها؛ فباعت، بالجملة والمفرّق، المئات منها لدول غربيّة وشرقيّة، وعربيّة وإسلاميّة، بناءً على أنّ أسطورة إسرائيل أكبر برهان.
إذا كان تحليق الطائرة يكلّف حوالي 20 ألف دولار، وتكاليف القذائف أكثر، فاضربوا بعدد الطائرات المغيرة، واجمعوا تكاليف سقوط الطائرة، واستنتجوا تكاليف الغارة.
تنفق حكومة إسرائيل مليارات الدولارت على التسليح والاحتلال، على حساب أزمات السكن والبطالة/والعمل والأجور، و...، ورواتب ذوي الاحتياجات الخاصّة، وتأمينات الشيخوخة، والحدّ الأدنى للأجور،وعلى حساب أكثر من 38% من سكّان إسرائيل الذين يتخلّون عن أغذية أساسيّة، وعن أدوية ضروريّة، كي يفوا بدفع المستحقّات المطلوبة منهم؛ مِن ضرائب سكن وتكاليف كهرباء وماء، و...
بثمن غارة، يمكن أن تزوَّد مستشفيات إسرائيل بالبناء وبالأسرّة والمختصّين والأطبّاء و...؛ فنتيجة للتسليح والاحتلال والغارات تصل نسبة المرضى في المشافي إلى %200، هذا بدون أن نحسب جرحى ومصابي "جبهة النصرة" و...!
ملاحظة: من المفارقات كانت سرير الطيّار الإسرائيليّ المصاب بالنيران السوريّة، بجانب سرير "جندي"/إرهابيّ سوريّ أصيب بذات النيران !
تصرف حكومة نتنياهو مليارات الدولارات على ... بدل صرفها على تطوير المواصلات العامّة؛ فهي تصرف على الشوارع، وتكرّر العمل على نفس الشارع مع تبديل المقاولين ليصبح النهب "عالطالع وعالنازل"، فيتحمّل الشارع المسكين مسؤوليّة حوادث وضحايا السير، ويتحمّل المواطن تكاليف السيارات الخصوصيّة والزحمة؛ أمّا ربح الملايين، فمِن نصيب أصحاب رؤوس الأموال؛ مِن مستوردي السيّارات وقطع الغيار والكماليّات والضروريّات إلى شركات التأمين، والكراجات الخصوصيّة، و .... ومكاتب الدعاية والنشر و...!
قال لي واحد من أبناء "العمومة" متهكّما: نحن لا ندفع إلّا القليل مِن تكاليف هذه الغارة. نحن لا نشتري السلاح لضرورات الأمن الإسرائيليّ فقط!
سألتُ: ومَن الذي يدفع القسم الأكبر؟
قال: أنتم! ثمّ روى لي الحكاية؛ سافر "أحدنا" كحاجّ إلى السعوديّة، دخل متجر قماش، وطلب من البائع قطعة جوخ ليعملها سروالا ... فقدّم البائع القطعة و... قال "أحدنا": عدلتُ، أعطني عوضًا عنها عباءة. فناوله البائع العباءة... أخذها وسار. فقال له البائع: لم تعطني الثمن. فأجابه "أحدنا": عجبًا، ألم أترك لك القطعة بدلا عنها؟! فقال البائع: أنت لم تعطني ثمن القطعة. فأجاب: أنا لم آخذ القطعة حتّى أدفع ثمنها!