سكان أرض واحدة نحن. نسكن في ذات الكوكب. نعرف الأمور نفسها. فنحن نعيش الحياة ذاتها والمقالب نفسها. فالأمور تتكرر، حتى أن القضاة سئموا مهمتهم. فلا شيء جديد يدخل إلى محاكمهم. التعقيد يبدأ لدى قضاة العشق. فحتى قاضي قضاة العشق قاتله الهوى. ولا من قصة تشبه الأخرى. ولا من حكاية تشبه حكاية، أو من رواية تشبه رواية، ولا أسطورة تشبه أسطورة. ففي كل يوم نسمع قصة حب جديدة، ألما جديدًا وفرحا جديدًا. فالحب هو المشكلة العظمى التي لا تتكرر أحداثها. في لحظة، يتبعثر كياننا، في نسمة هواء نسمعها وفي زهرة نعجب بألوانها. يتعقد داخلنا، يخفق قلبنا بشدة، تلمع أعيننا، ترتعش أيدينا وتحمر وجناتنا. نحاول ألا نتكلم؛ كي لا نحرج أنفسنا ،ونبدأ بالتلعثم.عندما تبدأ العلاقة في التقدم والتطور؛ نبدأ نفكر في المستقبل، هل سيكون مزهرًا أم بائسا. نحن من نقرر ذلك، ونحن من نقرر الاستمرار أم لا. ولكن، في كل مشكلة نخوضها؛ نتعلم الكثير. يبدأ عقلنا بالتفكير، ويبدأ قلبنا بالتناقض معه؛ فيصبح الجو مضطربا، ولا نتمكن من تحليل ذاتنا. ولكن، حين يبدأ العقل والقلب في التفكير معا؛ نبدأ بالتفكير السليم؛ حيث أننا نواجه مشاكلنا بلا تردد أو خوف؛ عندئذ نتخذ القرارات الصحيحة التي نراها نحن الأفضل. فعزيزتي الفتاة، لا تجري نحو نجم هارب، ولا تكوني فريسة هينة لذئب ماكر.عزيزي الشاب، لا تدمر أخلاق فتاة صالحة؛ لإرضاء شهوتك، ولا تعبث في مشاعر أنثى أحبتك بصدق. لا تبقي مع شاب، يرى فيك جسدًا بلا روح. وأنت، لا تسلب حياة فتاة، حاولت إسعادك. كل من الجنسين يرى العلاقة من منظور مختلف. الحب ليس أن تقضي وقت فراغك بالتحدث مع من تحب، بل أن تخلق وقتًا لأجل من تحب. فزجاجة المشروب لا تنجب أولادًا، ولا تربي أجيالًا، السيارة الفخمة، الرائحة العطرة والمال. لا تنظري إلى تلك الأمور؛ لتختاري زوجا لك. فطفلك سيشبه أباه، لا أملاكه. لا تكتمي ما يزعجك، بل تكلمي، وإن لم يكن وقته في منظورك. فالكتمان يؤدي إلى التمادي، البعثرة والمشاكل. أوقفيه عند حده، ولا تهتمي لحزنه. فهو أحزنك بتصرفه. ليتحمل نتيجة أخطائه. لا تسمحي لأي كان بأن يذلك، ويهينك. فالأنثى خلقت لتدلل، وليس ليكسرها آدم. عزيزي الشاب، إن كنت ترى المرأة جسدا؛ فاعذرني على جرأتي. فأنت لا تستحق أن تسمّى رجلًا، بل طيف رجل. والإناث لا تحب أطياف الرجال. لست مغرورة أو متكبرة، فقط فاعلة خير، تحاول فتح الأعين المغمضة؛ لتنظر إلى ما وراء الأفق!