بين سطور إنجيلك كم قرأنا ولم نفهم،
كم رددنا كلماتك التي هي كماء الزلال من كثرة جمال عمقها وكم كان كتابك موئلٌ لما وتجاهلنا ذلك، فكتابك كالربيع يُزهر في أوانهِ لطالبو الرب ليجعلنا رُسلاٌ أرضيين نتكلم بإسمك.
في كتابك المرشد ودواء حياتنا كم صادفنا عمق رواياتك التي تشبعنا بلمسات عطفك علينا منذ زمن طويل،
فأولها، كان الله مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً، يوسف أول من باركه الرب وكان موقع للظُلم من قبل إخوته الذين إنقضوا عليه وهتفت بهم الغيرة عالياً ليتم بيعه كعبداً ويتم زجه في السجن وقد بارك ذلك وأكمل الصلاة إلى أن أصبح ملكاً لمصر.
ونرى أيضا ثقة أم موسى التي تدفعها لوضع إبنها الكنعاني في سلة ورميها بعيداً في النهر بثقة عمياء، فكم كان إهتمامك بهم رائعا !
ولكن، إن أمعنا النظر قليلاً لو قليلاً فقط، نرى إهتمام الرب الدائم بنا بدون أي مقابل ولكن هل نحنُ نبادر أيضا ونعطي لذلك الإهتمام معنى آخر وعميق غير ترديدات الألسن التي نتكيف بها يومياً؟
هل نعطي للنور أكثر عمقاً ليشع أكثر؟
ففي يوم صلبك سنبادر بذلك وندخل العمق أكثر، سنهتم بك وننسى ما وراءنا ونمتد إلى الأمام وفقط إلى الأمام معك ولن ندعك تردد: إلهي إلهي لماذا تركتني وحدك.
سنحمل عنك طريق الجلجثة ونكفَ عن وضعِ الأعذار، سنبكي وننوح فرحاً لصلبك وخلاصنا فأنت المفدي العظيم.
سنرفض المشقات ونتمسك بصليبك وإن غمرتنا الضيقات سنردد آيات عطفك كما رددها داوود النبي-
فخلصني يا الله فإن المياه قد غمرت نفسي، غرقت في حمأةٍ ول مكان فيها لأستقر عليه، خضت أعماق المياه وطفأ علي السيل.
تعبت من صراخي وجف حلقي، ركلت عيناي وأنا أنتظر إلهي، مبغضي من غير علة أكثر عدداً من شعر رأسي وطالبو هلاكي طغاة جائرون.
وهكذا نحن!
سنمنع عنك يا يسوع طالبي هلاكك بمساعدتنا لك في هذه الليلة لحمل صليبك لحمل صليبك بحزن وقوة.
فهنيئا لعريسنا السماوي الذي إفتدينا به وصُلب من أجلنا.