28/3/2018
بيبي نتنياهو "لا تخف"!
راضي كريني
بعد اتّهام وتورّط بيبي نتنياهو في الكثير من قضايا الفساد، استخرج قدراته الكاريزماتيّة، وجعلها خطّ دفاعه الأخير عن حكمه.
في الحقيقة، قد ينجح بيبي في إقناع (بالترغيب والترهيب) اليمين الإسرائيليّ المتطرّف والفاشيّ في إسرائيل (وهم كثر) أنّه الساحر الذي ثبّت التفوّق العسكريّ والأمنيّ والاقتصاديّ و... على جميع الدول العربيّة. وهو الذي باستطاعته القضاء على القضيّة الفلسطينيّة، وعلى محو الحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطينيّ، المدعومة بقرارات دوليّة، و... وهو الذي أسقط ويسقط كلّ حركات التحرّر والتقدّم والحريّة والديمقراطيّة والعدل و... في العالم العربيّ. وهو الذي يستطيع أن يغطّي على فساد حكّام العالم أجمع، من فساد ترامب إلى فساد ...، وهو القادر على تركيع ... وعلى فتح الأجواء والمياه الإقليميّة والأراضي السعوديّة والخليجيّة و... وهو الذي يستطيع القضاء على الدولة السوريّة وعلى ...
لا يدّعي بيبي أنّ الكاريزما التي يتحلّى بها هي هبة إلهيّة، ليفديه اليمين الإسرائيليّ بروحه ودمه، والإدارة الأمريكيّة بمالها وعيالها، لا لم يدّعِ ذلك، ولن يدّعيه؛ فبيبي رجل مِن قلّة الرجال، وفرعون لأنّه لم يجد مَن يردّه، و... بيبي يعرف وشاطر في "كيف" و"متى" و"لماذا" يتّصل ويتواصل مع الرجعيّات الحاكمة أو المتحكّمة؛ من الرجعيّة العربيّة والكرديّة والإفريقيّة والأوروبيّة وحتّى ... للأسف، أصبحت الرجعيّات التي يسيطر عليها بيبي، هي القوى الحيويّة والمؤثّرة والمحدّدة للأنظمة والسلطات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة في ...، فبيبي بالنسبة لها "الروح القدس"/ الكاريزما!
ألا يتمتّع بيبي نتنياهو بصفات سياسيّة تجعله قادرًا على التأثير على قرارات وأبحاث غالبيّة الحكومات العربيّة والغربيّة؟! فهو الآن في مركز القوّة للرجعيّات العربيّة الحاكمة، بعد أن منحه محمّد بن سلمان، بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن ... العرب، حقوقا تسلطيّة عليهم؛ فأصبح ملك الملوك والأمراء العرب، من المحيط إلى الخليج! وأمست الحكومة الإسرائيليّة هي سلطتهم التقليديّة التي تستمدّ شرعيّتها من الأعراف والتقاليد والعادات العربيّة "الأصيلة"، وكذلك سلطتهم القانونيّة العقلانيّة التي تستمدّ شرعيّتها من "حمرنة" ... ومن "شطارة" ... المطيعين لأحكامها وقراراتها، وسلطتهم الكاريزماتيّة التي يؤمنون بقدراتها الخارقة.
فحكومة إسرائيل تحدّد الأهداف المشتركة مع الرجعيات العربيّة التي تقودها. ألم تضع هدفًا مشتركًا تحطيم الجيوش العربيّة المهدّدة للاحتلال الإسرائيليّ للأراضي العربيّة؟
ألم تحدّد الحكومة الإسرائيليّة هوامش تحرّك الجامعة العربيّة في القضيّة الفلسطينيّة والسوريّة و...؟
ألم تفرض/تقبل العمل على تعطيل، وبالتالي إسقاط الاتّفاق النوويّ مع إيران؟
أصبحْت أشكّ في رغبة "الثوريّين" العرب المعلنة وفي انشغالتهم! للأسف، وبرغم رؤيتي الثاقبة،لا أرى في ديارهم، أو بجوارهم موقفًا مبدئيّا عقائديًّا يستند إلى نظريّة ثوريّة؛ فهم يحلّقون في طائرات مروحيّة فوق الشعوب العربيّة المقهورة!
كان "ثوريّا" عربيّا يجلس بجانب الطيّار في طائرة مروحيّة، تحلّق في الأجواء العربيّة ... سأل: لو رميت إلى الناس ليرة ذهبيّة كم عائلة تسعد؟ فأجاب الطيّار: عائلة واحدة. فسأل: وإذا رميت ليرتين؟ فأجاب: أسرتين. فسأل: كيف نسعد باقي الأسر؟ فأجاب: إذا رميت بنفسك إلى الناس!