كلمة محفل عكا رقم ٣٦ على اسم الياس منصور
لذكرى الأربعين للراحل ابو العفيف - سعيد بولس
كم كنت حائرا عندما جلست كي أخط هذه الكلمات في حق هذا الرجل الفارس العظيم الذي نزل عن حصانه وترجل الى تلك المحجة التي يقصدها الناس كلهم خلف ذلك الأفق الذهبي البعيد.
عندما نتحدث عن الراحل ابو العفيف نرى اننا نقف امام عملاق من عمالقة ذلك الزمان الأصيل والذين تركوا بصمة براقة لامعة في المجتمع العربي في هذه البلاد .
كان الراحل رمزا من رموز الجليل بشخصيته الفذة وبعطائه اللامحدود أوليس هو رجل المرؤة والإحسان ورجل الصدق والحق والاستقامة .
إن الانسان يذكر بأعماله الا انني بت عاجزا في إيجاز أعمالك الرائعة التي غرستها بعناية فائقة في دروب حياتك حيث بذرت المحبة والعطف وجنيت الاحترام ... زرعت حبك للمساعدة وقطفت التقدير... كنت زائرا للمريض فمنحته القوة والأمل بالشفاء ... قمت بمواساة الناس وتقاسمت معهم أحزانهم وكنت شريكا لهم فخففت آلالم عنهم وحملت قسما من الأسى والحسرة التي كانت غصة بطعم الحنظل والعلقم في حناجرهم.
ايها الفقيد
لقد كنت كالمطر حيثما وقع نفع
كبير انت في حديثك وبارع في ادخال السعادة
الى قلوب الآخرين .
ان عظمة أعمالك ظهرت بجلاء حين ودعناك
وما وفود المعزين التي جاءت زرافات زرافات وتقاسمت الأحزان مع الاسرة الكريمة وعائلة بولس العريقة إلا مؤشرا ومقياسا صادقا لرصيد أعمالك الغزير الذي نعتبره إرثا تتباهي به.
وفي الختام اعترف انني مقصرا فأنا لست بارعا في فن الخطابة خاصة في رثاء صديق صدوق وأخا مخلصا محبوباً ترك خلفه كما من الاعمال الصالحة والسيرة الطيبة الحسنة .
والبقاء لله
أنور مخول
امين سر المحفل