قصيدة في رثاء الفنّانة الملتزمة ريم بنّا
شعر: الدكتور منير توما
كفرياسيف
يا أيُّها الناعي بحسرتهِ انتبهْ
إنّ الحِمامَ يطيلُ حُزنَك في الحِمى
كم باتَ يَسْهَرُ مُفْكِرًا في ريمهِ
مَنْ كانَ يطربُ في الغِنَا مُتَرَنِّما
عَرِّج على بَيْتِ الزُهَيْرةِ وسَلْ بهِ
عّما أذاقَ رحيلُ ريمٍ عَلْقَما
خَطَفَتْ كريمتَهَا المنيّةُ لَحْظةً
بفراقِهَا قَلْبُ المِلاحِ تَظَلَّما
قد غابتِ الشمسُ المضيئةُ في الورى
فبكى لرحلتِها السحابُ وأظْلَما
هَجَرَتْ الى دارِ النوى مِنْ أُفْقِها
فنعى غناءُ القَاطِناتِ في السَمَا
غابَتْ ولم تَهْجُر تُرابَ بلادِها
عَنْ أَنْفُسٍ ذرفَتْ مدامِعُها دما
وتنسّمت صوتَ الهَزار فألهمت
مِنْ حولَها عشق الدّيارِ الأكْرَما
خانَ الزمانُ بها صباها غادرًا
مَنْ لم يَكُنْ أحدٌ به مُتَألِمَّا!!
ما زالتِ الدنيا تميدُ بقَوْمِها
ليسَ العزيزُ على الحياةِ مُكَرَّما
اللهُ يَطْلُبُ مَنْ يشاءُ مُقَدَّما
ولقد يُسَارِعُ مَنْ أحبَّ مُعَظِّما
يا رحمةَ اللهِ الكريمِ تَغَمَّدي
ريمًا لقد أَرْخَتْ عليها الأَنجُما
تروي المآقي بالدموعِ ضريحَها
سَحَرًا ويَحْرُسُهُ الملاكُ إذا سَمَا
قَدْ قدّستْ أرضًا نَمَتْ في حُضنِها
لو قابَلَتْ طفلاً لها لتَبَسَّما