في عام 1993 استطاع عدد من المتنورين اليهود من اكاديميين وذوي مناصب في مجالات شتى سياسية واجتماعية وجماهيرية متعاونين مع غيرهم من دول أوروبية وغيرها وفلسطينيون التوصل الى صيغة قرار يقضي بانه يتم الاعتراف بدولة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اعترافا متبادلا ينهي الحالة التي هي عليها ويضع حدا لجميع الاعمال العدائية بين الطرفين على ان يتبع ذلك العمل على الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود أل-6من يونيو من عام1967الخ...هؤلاء المتنورون الديموقراطيون والذين كما نعتقد انهم يعتبرون أبناء المجتمع العربي الفلسطيني في هذه البلاد مواطنون متساوون في الحقوق على الأقل ويؤمنون بالتعايش والتسامح وعدم التفرقة وبعيدون عن التطرف والعنصرية،هؤلاء وبالتعاون مع أوروبيين مثل المرحوم وزير خارجية المملكة النرويجية يورغين هولتس وأمثاله بالعمل على عقد اتفاقية سميت"اتفاقية أوسلو"والتي تقضي بالاعتراف المتبادل بين الحكومة الإسرائيلية وممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في ذلك الوقت بالمرحوم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وغيره من الطرفين،على امل ان تحل هذه الاتفاقية جميع المشاكل والقضايا بين الطرفين(تقريبا كلها ان لم تكن معظمها)ووقعت الاتفاقية وكان هنالك امل كبير طالما تبَخر ذلك مع مرور الزمن كما لمسناه وواقعناه تغيرَت الأمور والاحوال والأوضاع وجاءت حكومات يمينية متطرفة وكان هدفها الأول التنكر الى ماجاء في اتفاقيات أوسلو وما كان من المفروض ان يترتب عنها ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تنكر كامل لحقوق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة والانسحاب من المستعمرات- المستوطنات والتي أقيمت على الأراضي الفلسطينية التي صادروها من الفلسطينيين أصحاب هذه الأراضي وحل عادل لمشكلة اللاجئين،ومن المعلوم بان اتفاقا كالذي ابرم كان كافيا في المرحلة ألآنية الى العيش بامن وامان وسلم وسلام ووضع حد لجميع اعمال العنف واعمال التخريب والقتل من قبل الطرفين،هؤلاء الذين فكَروا بهذا الاتفاق والذي نتجت عنه توقيع اتفاقية ومعاهدة سلام مع المملكة الأردنية الهاشمية وتمَت عملية تبادل البعثات الدبلوماسية بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية وكانت فترة جميلة ومبهجة في البداية ومع مرور الوقت تغيرت الأوضاع وتنكرت الحكومات الإسرائيلية لما جاء في الاتفاقية وتدهورت الأوضاع وآلت الى ما آلت اليه،فحكومات يمينية همها التنكر وسَن قوانين تظلم المجتمع العربي في هذه البلاد وقوانين تنتقص من حق الأقلية العربية القومية في المساواة التامة وتحقيق جميع الحقوق التي يتوجب ان يتمتع بها كل مواطن في هذه الدولة،لكن القائمون على هذه الحكومات انتصروا للمتطرفين اليهود والعنصريين منهم ليحظوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وزيادة عدد ممثليهم في الكنيست بحيث يتبارون ويتسابقون من هو الذي يستطيع ان يحصد أصواتا أكثر تؤهل المرشحين في حزبه- قائمته من الفوز!! لم نسمع من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو او من زبانيته على أنه حقا وحقيقة يريد ان يكون للشعب العربي الفلسطيني دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ويكون لهم كيان وعلم وجميع ما يترتب عن قيام دولة وتتم عملية تبادل السفراء وتصبح الحياة طبيعية دون خوف أو وجل ووضع حد لجميع الاعمال العدائية والارهابية والقتل والاقتتال وسفك الدماء البريئة من كلا الطرفين،الحكومات تتنافس من هو الذي سيذل المجتمع الفلسطيني ويتنكر لحقوقه أكثر؟أين هؤلاء المتنورين اليهود والذين أيدوا اتفاقيات أوسلو؟أو يؤمنون بالتسامح والتعايش العربي-الإسرائيلي ويعملون على محبة الانسان كل انسان بغض النظر عن الدين العنصر الطائفة أو أي انتماء آخر اين هم نريد ان نسمع أصواتهم بغض النظر عن الانتماء الحزبي لهم سواء كانوا ضمن أحزاب صهيونية أو يسارية مثلا"ميرتس"أو في أي حزب كان،المهم انهم يؤيدون ان تكون هذه الدولة لجميع مواطنيها ويصبح للشعب الفلسطيني دولة كباقي الدول،ولنتذكر قول وزير التعليم المرحوم يوسي سريد عندما تمت عملية قبول دول جديدة للأمم المتحدة"لقد كنت أتوقع من ممثل دولتنا إسرائيل في الأمم المتحدة أن يرفع اصبعه ويصوت مع قبول دولة فلسطين ومؤسف ان امرا كهذا لم يحدث!!نريد ان نسمع ألاصوات المغايرة للعنصرية والظلم والاضطهاد القومي ضد كل ما هو غير يهودي أي عربي في هذه البلاد أم فلسطيني،والسبب هو الكراهية للآخر متناسين بانهم كانوا اغيارا وجاء في التوراة انه يتوجب الاهتمام بالاغيار وحمايتهم وتقديم العون والمساعدة لهم"لقد كنتم اغيارا في البلاد ألاخرى" ثم أين هؤلاء مما جاء في التعاليم اليهودية الدينية؟ وأين هم مما جاء في وثيقة الاستقلال انه لا فرق بين مواطن وآخر في الدين اللون العنصر القومية الخ......
تكررت اللقاءات والاجتماعات من عبثية وغيرها بين الإسرائيليين والفلسطينيين تارة في واشنطون وأخرى في القاهرة وعمان والقدس وفي أماكن أخرى،لقد كانت هذه اللقاءت مضيعة للوقت وصرف الأنظار عن القضية الأساسية والتي هي حجر الزاوية،يتفاوضون ويتفاوضون ومن المستفيد؟ الطائرات التي تقل الوفود والفنادق واهدار الوقت للمشاركين والذين كان بإمكانهم استغلال هذه الساعات للعمل المجدي،الجواب هو"ان يتم الاعتراف وتطبيق ذلك على الواقع في الإعلان عن إقامة دولة فلسطين في حدود أل-4من حزيران من عام1967 والانسحاب التام من جميع المستوطنات- المستعمرات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية بالاستيلاء عليها أو بمصادرتها والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ،وحل عادل لمشكلة اللاجئين هذه هي الخيوط والتي بموجبها يجب التفاوض وليس غيرذلك،فهل هذا مقبول؟ان كان كذلك لا توجد أية مشكلة حتى لو ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال أو يقول أو يعترف أو لا يعترف،هذا هو ما يريدوه ممثلو الشعب العربي الفلسطيني،واليوم الرئيس الأميركي يتحدث عن لقاء مرتقب إسرائيلي- فلسطيني- امريكي لحل جميع المشاكل والقضايا،ونحن نقول أية قضايا؟ يا راجل!!!كما يقول المصريون أية قضايا؟لقد قمت بالاعتراف والحكام العربي في صفك وبعتهم الأسلحة القديمة وامضى عندك زعيم لهم مدة ثلاثة أسابيع ولم ينبس بكلمة حول الموضوع سواء كان حق الشعب الفلسطيني ام غيره،وقمت بخطوة استنكرها قادة العالم المتنورين والذين لا يسيرون في ركبك-مش مهم لماذا وسيثبت ان السبب في الهجوم والاعتداء ليس الأسلحة وانما لغرض في نفس يعقوب وستنجلي الأيام ويتبين صدق ما نقول وليس عكس ذلك بالنسبة للمجتمع العربي في البلاد فالوضع لم يتغيرنعاني الظلم والاضطهاد والتمييز بجميع صوره واشكاله المختلفة المتنوعة فهدم البيوت مازال ومش مهم من هودرزي مسلم مسيحي في النقب الجليل أو في أماكن أخرى والقوانين التميزية بحقنا دائما تحت الطبع فليبرمان وبينيت ونتنياهو يقفون لنا بالمرصاد ولا يصادقون على توسيع مسطح البناء أو العمل على إقامة قرية عربية واحدة على ألاقل منذ 70عاما على الرغم من المستعمرات التي تحيط بنا في الجليل والنقب،ورؤساء مجالسنا يحاولون العمل،لكنهم لا يفلحون واحيانا يفلحون في تغييرحالة ووضع قطعة ارض لاقربائهم أو لمصوتيهم لأننا مقبلون على الانتخابات للسلطات المحلية وهذا التغيير من"المصلحة العامة" أو خضراء للبناء أمر متبع في وسطنا وفتشوا تجدوا واسالوا تعرفوا والامثلة قريبة جدا،على الرغم من كثرة التوجهات للتغيير والعمل بالمساواة بين جميع سكان القرية أو البلدة الواحدة والله عيب أن يكون ألامر هكذا،أو أثناء خطة التوحيد والتقسيم قطع يقتطع منها وأخرى لا ولا يوجد جواب،وعليه نحن نطلب المساواة وتقديم الخدمة للمواطن بالسرعة الممكنة وعدم المماطلة وبالاحترام التام للجميع وهذا نطلبه من الحكومة.