تآكُل في العادات والتقاليد بشكل عام
بقلم: د. نجيب صعب ابو سنان
العادات والتقاليد الاجتماعية التي نما وترعرع السالفون عليها وغرسوها في نفوس الاجيال التي اتت بعدهم وحافظوا عليها مدى الدهور والتي هذه بدورها حافظت على تماسك نواحي المجتمع بشكل قاطع , وكذلك جسّدت في اعضائه
القيم التي من شأنها أن تنمي روح الاحترام المتبادل والتعاون المشترك والبناء
والتي تبدأ من البيت بين الأهل والابناء بمختلف الاجيال .
الا انّ المستجدات في حياتنا اليومية بدون ريب اخذت طريقها في تآكل الكثير
من العادات الأمر الذي ساهم في النيل من هذه العادات والنظم الاجتماعية.
فعلى سبيل المثال اين نحن اليوم من احترام الوالدين في البيت , في المناسبة أيا كانت هذه المناسبة , اين البر بالوالدين كما كان سالفاً , بربكم ايها القراء الاعزاء اين نحن اليوم من التآكل في هذه العادة او هذا النظام الادبي ؟؟؟ وكذلك اين نحن من الكثير من التراجع في العديد من النظم الاجتماعية العائلية الأخذة في التراجع
وربما في الزوال ؟؟؟
وكذلك اين نحن من التربية الصحيحة , حيث كان التلميذ والمعلم كل مقامه محفوظ , والاحترام واجد من كل طرف كما هو موجود من قبل الاهل ايضاً خاصة الاب والام للهيئة التدريسية او للمربي الذي يحتضن الطفل او الغلام في اطار مسؤوليته , فالتقدير والاحترام كان سائدا بشكل جلي لا غبار عليه الا فيما ندر , ولا يغيب عن احد ان هذه الامور اخذة في التآكل وما من مبالٍ وسائل , فالأمور تنحدر نحو الهاوية دون مراقب حقيقي ودون مبادرة صحيحة وجدية وقد تكون هنا وهناك مبادرات يائسة وفاشلة ليس بسبب اصحابها وانما بسبب الظروف التي نعيشها اليوم واللامبالاة التي تطرق كل ناحية تقريباً.
ومن ناحية اخرى لو لاحظنا ما يدور ويقوم في مناسبات اجتماعية معينة يدخل الكهل او اي رجل طاعن سناً او راشداً ويدخل المكان فبدون ريب وبدون وجل احد
لا يحرك ساكناً من الشبيبة الجالسة وغير الشبيبة وكأن الأمر لا يعنيه فيبقى الجميع جالسين دون حراك حتى لو ان الذي دخل شيخاً " فالتآكل في هذه العادة والظاهرة
مستشري دون تحرك وحتى طرح السلام على من يدخل ويجلس في كثير من الاحيان غير وارد ؟؟؟ ماذا يجري ؟؟ اين الأهل والأسرة والمسؤولية !!!
فأين نحن من هذا ؟؟ نحن الحاضرون على اختلاف اعمارنا ومناصبنا ومناحينا في المجتمع , اليس هذا التآكل في مثل هذه التصرفات يعتبر ضربة قاسية في صلب المجتمع ويعمل على تدهوره وتأخره والعمل ايضا على تفكك الصفوف واستهتار في مثل هذه العادات , الامر الذي يعتبر في نظري بأمس الحاجة لتداركه والبقاء على غالب عاداتنا الاجتماعية والانسانية الى جانب التطور والتقدم والتعلم لما فيه الحفاظ على العادات والنظم الاجتماعية التي يجب ان تبقى نبراسا ومشعلاً للأجيال
هذا او غيره الى جانب التآكل في أداب الكلام وآداب الجلوس وكذلك في أداب المصافحة والسلام خلال اللقاء او الجدل والأخذ والعطاء في النقاش والجدل الموضوعي .
ومجمل القول ايها القراء الاعزاء نواحٍ عدة في حياتنا اليومية وفي لقاءاتنا الاجتماعية وفي مناسباتنا الزاخرة تشكو من التآكل المتواصل والذي يأخذ مأخذه يومياً دون رأب الصدع مِنْ مَنْ هم ذوي الشأن " ففي مقاومة هذا التآكل يجب ان نتصرف بشكل لا يقل اهمية عما نقوم به في موضوع تآكل الاجور في العمل لأنه في نظري التآكل في الأمور الآنفة الذكر لا يقل اهمية عن التآكل في الامور المادية ان لم يكن اهم منها , والمطلوب منا جميعاً ان نمعن النظر في هذه الملاحظات السريعة والخاطفة والعمل كل في ناحيته بقدر المستطاع للحفاظ على تعاضض المجتمع وتماسك نواحيه حفظاً على الاجيال القادمة وحرصاً على المستقبل من الضياع ولات الوقت وقت ندامة بعد فوات الاوان !!!