"مرثيّة لروح الأستاذ الشّيخ المرحوم"أبو هادي،محاسن عبّاس،الّذي سافر بلحظةٍ وأبقى حسرةً"
تأليف:شريف صعب-أبوسنان
ما أعظمكَ أيُّها الموت الزّؤام،حين تأتي،على حين غرّةٍ،فتضربُ بعصاكَ وبسيفكَ الّلامع القاطع ولا تترك لنا مناصًا،فنقفُ شاخصين خاشعين،أمامَ جبروتك وحدّةِ بطشكَ ،فيشُدُّنا الإيمان قائلين:"لا حيلةً في أحكام الّله، تعالى،فهو الّذي أعطى وهو الّذي أخذَ،فليكُنْ اسمُ الرّبِّ مباركًا....آمين!"
أطلقَ البَيْنُ سهامًا وشظيّهْ لم تكُنْ للموتِ كفٌّ مُخمليّهْ
فرمى أوفى فؤادٍ حالـــــــمٍ هكذا أسرارُ ربّي السّاحريّهْ
كيفَ غادرْتَ كبرقٍ بــارقٍ لم تُتِحْ للأهلِ تنقيحَ الوصيّهْ
تعصِفُ الأزمانُ في أقدارنا إنّهُ الغدّارُ...معروفُ الهويّهْ
كنتَ رمزًا للتّواضعِ والهُدى عَلمًا في كلّ حفلٍ،عنجـــهيّا
هاديًا للخيرِ مع كـــــلِّ..فتًى نلتَ حُبًّا لم تنلْهُ الأكثــــريّهْ
يا وسيمًا،مثلَ سبعٍ يافـــــــعٍ حَسَنَ الطّلعةِ،خِلًّا ووفِيّـــــا
وجوادًا،تبذُلُ الغـــــالي وإنْ عجِزتْ عنهُ الأيادي الحاتميّهْ
"عالِيَ الهمّةِ"،ما هذا الصّدى ...ظهرَ الحقُّ...على وجهِ المنيّهْ!!
لم تغِبْ عن أيِّ أدنى واجبٍ حاملًا رايةَ أمجادٍ،سَخِـــــــيّا
هيبَةٌ كانت لــــكَ مــــــع عِفَّةٍ جهبذًا،مُنتصِبًا....رُمحًا قويّا
دمِثَ الأخلاقِ في يــــومِ الُّلقا دائمَ البسمةِ،ديّـــــانًا أبيّـــــا
ولقد حافـــــظتَ عهدًا للتُّــــقى ومعَ"الإخوانِ"،مُذ كنتَ طريّا
..كم تجادلنا علــــى أهــــوائنا لكنِ القلبَ غـــدا صافٍ نقيــّا
رُبَّما أخطــــأنا في أفكارنــــا فخلافُ الرّأيِ...لا يُفسِـد قضيّـهْ
نطلبُ المولى بأنْ يُفسح لــــكَ جنّةَ الرّحمــــانِ،مثوًى أبديّـــــا !