بشَر في جنة الشيطان،لا وعي، لا حضور ولا حتى القليل من الحب والحنان. ننام كل ليلة على ضوء القمر ونجوم السماء. ننعم في نوم هنيء وهادئ. وكأن جميع من في الكون نام، وباله مرتاح. وكأن السكينة ملأت قلوبنا جميعا من شجرة خضراء، يملأها الحب، ورق، أغصان وطائر مهاجر أو نجمة. يظنون أنها جسم وألوان،وأنها سبب إنارة الوديان. ولكننا ننسى أن في مناطق أخرى يلعب الأطفال، ومن حولهم النيران. ينامون في الليل، ويدب الطّغاة في قلوبهم الخوف من تهدم الجدران.
تنير سماؤهم بالضوء الأحمر، وفي قريتهم يلتهم اللهب المكان. تخترق الرصاصات أجسامهم. وليس هنالك من يعالج جراحهم الخطيرة. تنقل أرواحهم إلى السماء. والسبب في ذلك هم البشر المتكبرون. خان، رمى جنسه بالحقد. فهو إنسان مسكين، تكون من هم وأحزان. يعتقد بأنه يصبح أذكى، يعتقد بأنه الفائز، ولكنه الهربان. فمن أعطاك الحق بأن تلعب دور الملاك قابض الأرواح؟ فليس هنالك من سبب إلى الغيرة، الحقد والعدوان. أين ذهبت الإنسانية، العدالة والبراءة التي في عيوننا؟ فهل تعاهدتم مع الشيطان؟ تُسفك الدماء، وتقشعر الأبدان؛ فتختفي الراحة، ونبدأ بالهذيان من ظلم نعيشه. يدب الخوف في قلوبنا؛ فيتطاير النوم من عيوننا. وما بالك، ونحن نعيش ذلك الصراع داخل أنفسنا في كل ليلة وكل يوم؟هل يأتي دورنا، أم لا، متى سوف تتوقف هذه الصواريخ عن الهطول كالأمطار، متى سننتبه الى زقزقات العصافير، خرير الماء، حفيف الأشجار، عندما تداعبها نسمات الهواء، والى هديل الحمام؟
متى سنتوقف عن الاستيقاظ فزعين على ضربة مدفع وصراخ الأطفال؟ فتاة تنام في بيتها الصغير، تنظر لنجوم السماء، تدعو من قلبها أن تنتهي هذه الحرب ويعم السلام.
وفي صباح اليوم التالي، وإذ باللهب يحرق جسدها، ويتم إنقاذها بصعوبة؛ فتنظر لمن أنقذها على أنه ملاكٌ حارس. نسج لها فستانًا من إبرة، خيط، وقماشه. وإذ بألمها قد اختفى؛ فتغني وهي فرحانة. بإبرة وخيط وقماشه نسج لي فستانا براقًا، أعاد لي الحياة. فملاكي الحارس بقربي، وعائلتي والله الذي أعاننا. وتصرخ، وتقول: عمري أنا قدّ الكون، لا يمكن أن تحسبوه أو تعدوه. تؤمن بأنها ستعيّد خالدة، وسيعم السلام عما قريب؛ فيصبح الجميع في أمان، ويتخلى الإنسان عن الحقد والعدوان. تحلم صغيرتنا بأمان، ولكن حلمها حلم مغدورٌ. فهي ما زالت طفلةً صغيرة، وتحمل الكثير من البراءة في داخلها. ارحموا من في الأرض، يرحمْكم من في السماء.