موعد الانتخابات المحلية اقترب والتي هي من أهم الآليات التي تعكس خريطة القوى السياسية في القرية ، حيث تعد آلية ضمن آليات أخرى، تسمح للقوى المشاركة في العملية السياسية بالتعبير عن نفسها بأشكال مختلفة وتمكين المواطنين من المشاركة في عملية صنع القرارات السياسية واعتماد مبدأ التداول السلمي على السلطة السياسية وحق كافة القوى السياسية في التنافس على المقاعد في المجلس المحلي ونبذ فكر التوريث السياسي او فكر التمسك في المناصب واحتكار فئوي للمجلس دون تمثيل عادل لكافة القوى السياسية ، الاجتماعية والسكانية المختلفة .
والمشهد في يافة الناصرة يبدو متكررا مثل الدورات السابقة مع بعض التحديات والتطورات الجديدة والتي من الممكن منها إحداث تغيير ايجابي او سلبي على كافة القوى .
يجب القول بأن هنالك معالم انتخابية ديمقراطية في القرية بحيث ان للجميع الحق في الترشح للرئاسة وللعضوية ولا قوى سياسية تتعرض لغيرها من هذه الناحية ولكن المرحلة الانتخابية تفتقد لقواعد العرس الديمقراطي الصحي اي لا يوجد مشاريع واضحة ولا مناظرات سياسية ولا طرح حقيقي يهتم فعلاً في شؤون المواطن وعلاج مشاكل البلدة في مجالات أمن وسلامة المواطن ، العلم ، الصحة ، البيئة ، ازمة السكن ، ايضاً هنالك اعتراك عائلي في بعض القوى السياسية ما يشكل خطر في انشقاق هذه القوى الى اثنتان او اكثر ليصب في مصلحة القوى المنافسة الاخرى ، بالإضافة الى فقدان عدة مرشحين ثقة الجمهور بهم على خلفيات عدة منها، اولاً ، التوريث السياسي ذات الطابع المشبوه ، ثانياً ، عدم فعالية المرشحين على مدار سنين في المجلس المحلي ، ثالثاً ، الصفقات الانتخابية التي تتم في الساحة الخلفية للمرشحين والتي لا تمد للواقع بصلة ولا علاقة لها بوعود المرشحين لجمهور الناخبين ، رابعاً ، مساومات وتحالفات غير حقيقية ووعود على ورق أكل وشرب عليها الزمن .
اما دور الشباب فإن انجرار العديد منهم وراء النهج الموجود أو عدم الوعي السياسي والاجتماعي أو سكوتهم عما يحصل دون محاولة الإصلاح ، التوعية والمشاركة خسارة لأنفسهم أولاً ومن ثم لبلدتهم .
طبعاً في النهاية كل هذه الاحداث تأثيرها تأثير سلبي على المواطن اليافاوي.
يرى البعض أن النهج الحالي في الانتخابات بواقعه الاقتصادي السياسي والاجتماعي ليس مهما للتداول بقدر احتواء المنافسة والاحتقان السياسي والاجتماعي في الانتخابات التي قد تكون أداة هدم لسلطة كاملة في ظل غياب قيم العرس الانتخابي الصحي وبالتالي فإن عامل التطور ليافة يكون شبه مستحيلاً .
وفي النهاية لا يجب على كل هذه الحواجز ان تشغلنا عن الهدف الحقيقي وهو الاتحاد من أجل قضايا القرية والتي تهم كل مواطن في يافة الناصرة منها أزمة السكن، العنف ، انتشار الجريمة والسلاح ، تطوير الخدمات الصحية والبيئية وغيرها من الامور .
واختم القول بأن هذه السطور لا تروج لحزب او حركة انما هي حالة مستمرة على ارض الواقع متأملين بتقدم يافة وتطورها دائماً الى الافضل لتصبح مثالاً لجميع القرى .
فادي مرجيّة - ناشط سياسي واجتماعي