تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة، فاستحقّت وبكلّ فخر أن يرفع اسمك استاذ وايد ابو طير في عليائنا
بقلم الشاعر وليد ابو طير
( صبرٌ وصدى) ..
أتنامُ والأحزانُ أدمتْ مقلتيها لا
ينالُ القيدُ منها
جمرَ يأسٍ ليس مُحْترقا..
وتُودِّعُ الأشواقَ في كَمدٍ
وتُطلقُ في مدى الأصداءِ لوعتَها على
شطِّ الرّدى شفَقا..
ويبوحُ في نبضِ الصّدى
ألَمٌ تجلَّدَ جفنُ مَنْ
في الصّخرِ أجرى نبْعَ
دمعٍ قد غدا رَمَقا..
والقدسُ تعشقُ مَنْ بها
صدُّوا شُحُوبَ الفجرِ قَبْلَ حِصارِ مَنْ
في القيدِ قد شُنِقا..
تهفو على أرواحِ مَنْ
في اللحدِ قد ردَّ الصّدى
بوحاً بلا همسٍ
مِنَ الحقِّ الذي نطَقا..
وجِفانُ ليلِ الضَّيمِ لا
يخبو لها دمعٌ ولا
ينضو لها دهرٌ كأنَّ الصّبرَ
من أحداقها بُسِقا..
والليلُ إذ يجثو على جمرٍ،
فإنَّ الصّبرَ
في الأحزانِ قد غرِقا..
جلمودُ صخرٍ في ليالي المُرِّ
يهدِرُ دمعُها
لا لا على غضٍ لها فُقِدا ولا
تتحايرُ الأجفانُ دمعاً دونها أرَقٌ
ولا يرغو لها شدَقا..
يعقوبُ والأحزانُ مضْرِبُ صبرِ مَنْ
قد جفَّ دمْعُهُ في لظى كَمَدٍ
ونشْوةُ ريحِ يوسُفَ قد أعادتْ
فيضَ دمعٍ دونها الحَدَقا..
يا أُمُّ والأحزانُ في الأيّامِ
قد سُكِبتْ بلا كيْلٍ
على الأوطانِ جمراً
فَوْقَ نهرِ دُموعِ مَنْ
في اللحدِ قد صُدِقا..
يا قدسُ إنَّ الليلَ أطْبقَ
صمتَهُ الآسي عليَّ
ومن صميمِ الصّخرِ قد
أوغلتِ دمعاً من
صديدِ الصّبرِ أثقالاً
على الصّدرِ الذي خُنِقا..
يا أُمُّ أنتِ عنوانُ مَنْ
في القيدِ قد رُبقا..
يا ربُّ إنَّ دموعَها
في الصّخرِ قد
نبَتتْ جراحاً جادَ نبعُها من
بريقِ الدّمعِ إذ
أضحى بلا نارٍ على
أضلاعِها طُبِقا..
يا أُمُّ إنَّ الصّبرَ مفتاحُ الرّجا
فلتشرِقِ الأيّامُ بدراً في
سما الأوطانِ مؤتلِقا..
ولتشهدِ الأقدارُ أنّ الصّبرَ
للأشهادِ قيد
أُرْضعْنَهُو وَدَقا...