بقلم: د. نجيب صعب / ابوسنان
ما اجمل أن يصل المرء في مرحلة معينه الى احتفال ما , قد يشعر بقضاء فترة ما , أو مرحلة معينه في حياته , ولا يهم من يكون هذا المرء طبعاً من الجنسين , إلا انه يترتب عليه أن يقيّم هذه الفترة أو المرحلة لدى وصوله الى الاحتفال المناسب الذي أنتظره كثيراً , وقد وصل الية بفرحه عارمة لحصوله على ما كان يصبو اليه كاملاً أو شبه متكامل وربما يكون بحاجه الى المزيد .
و إذا كان الاحتفال تخرّج ما من مؤسسة تعليمية أو مدرسة عادية بشتى مراحلها , فبدون ريب تكون فرحته كبيرة , وغبطته عميقة , وتزداد اكثر وأكثر اذا كانت تحمل في ثناياها انجازات ونجاحات تدعو الى الارتياح لديه هو اولاً ولدى ذويه من الاهل طبعاً ثانياً ولدى المجتمع ثالثاً , وهذا الامر قد ينطبق على مناسبات واحتفالات عديدة ربما عُمل من أجلها الكثير لتحقيقها .
وما نحن بصدده في هذه السطور حفلات واحتفالات التخريج في المؤسسات التعليمية والمعاهد العليا
وبعدد من المرافق الثقافيه , التربويه , التعليمة بشتى السبل والمستويات والمواضيع .
في ألآونة الأخيرة قرآنا الكثير عن احتفالات التخريج وخاصة في المدارس , الابتدائية , الاعداديه , والثانوية , وأعجبنا بالكثير منها ومن مضمونها وخاصة اذا شملت هذه الاحتفالات جمهوراً غفيراً كما شاهدناه على المواقع الالكترونية ومن على صفحات الجرائد على اختلافها , وكذلك يزينها أو يعطيها مصداقية , حضور غفير من ممثلين للسلطات المحليه أو جهاز التفتيش وممثلي الهيئات الثقافية ولجان أولياء امور وربما شارك فيها نفر من الفنانين أو المغنين من الناشئة مثلاً , فهنيئاً للخريجين من الطلاب وهنيئاً لذويهم وللمجتمع ايضاً .
وفي هذا السياق أوّد أن أبدي بعض الملاحظات وربما بعض التوجيهات اذا صح التعبير , فإن نوعية كل احتفال تختلف عن غيره , كلما كان الاحتفال معبراً وصادقاً عارياً عن اهداف عابثة كلما كان انجح للجميع وينطوي على ابعاد ايجابية وبناءة نحو المستقبل .
وفيما يخص احتفالات التخريج في المدارس أوّد هنا أن اتساءَل فهل الاحتفال هذا او ذاك من الواجب ان يكون عبئاً على الأهل ؟ وهل يترتب بذل اموال طائلة لا بأس بها في هذا اليوم ؟ وهل يقاس نجاح الاحتفال ومصداقيته بالملابس الفاخرة ؟ وهل مثل هذه الامور لا تثقل على الاهل مادياً وربما تكون بشكل متواضع لتمكن جميع الخريجين من المشاركة فيه ؟
ودور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الأهل مطلقاً , فلماذا لا تأخذ الادارات بعين الاعتبار التكاليف الباهظة التي يرضخ الاهل تحت وطأتها ولماذا لا تكون احتفالات صفيّه دون التهليل والتكبير ؟ وهنا للجان الاهل دور فعّال ايضاً في دراسة كل احتفال تخريج مع الادارات والمسؤولين.
بدون ادنى شك الكل يفرح والكل ينتظر يوم التخريج , إلا انه في نظري ومن منطلق المسؤولية تجاه الطلاب الخريجين وذويهم ومؤسساتهم والمدارس بشكل عام بعد تقديم التهاني القلبيه للخريجين اينما كانوا والمباركة بهذا الانجاز لكل فرد وفرد , وكذلك للأهل والمربين الذين يؤدون واجبهم في تنشئة هذه الاجيال ويبذلون جهوداً مباركة أود بكل صدق وبدون هدف للمس بأحد لا سمح الله ان أسأل بكل تواضع : هل تفحص الاهل والإدارة والمسؤولية حقيقة انجازات الخريجين ؟ وهل تمكنوا قبل الوصول الى حفل التخريج من اتخاذ قرار معين في سبيل ألتحسين وهل اتوا موحدين في هذا الرأي الى حفل التخريج ترافقهم افكار هدفها الأول والأخير مصلحة الطلاب ؟
وبعد الاحتفال ايضاً هل استخلصت بعض العِبر؟ وهل استنتج البعض ما يترتب فعله في مطلع السنة الدراسية الجديدة ؟ وهل رسمت خطط بداغوغية عميقة وفق الانظمة والأنماط الحديثة ؟ وهل راودت جميع الشركاء امور تؤدي الى الاحسن مستقبلاً ؟ وهل يمكن رسم خطه لنظام الاحتفال تأخذ بالحسبان امكانية الطلاب وأهلهم من نواح ٍعدة ؟ كثيرة هي الامور والملاحظات التي تطرح نفسها في هذا المضمار , إلا انني اكتفي بما ورد منوهاً الى انه اذ تم قسم من هذه التساؤلات والمساءلات فيدعو الامر الى الارتياح بدون شك وأن الامور عندها تسير في الطريق الصحيح , وإلا فعلينا جميعاً بكل صراحة وبكل مسؤولية ان نفعل ما يمكن فعله من اجل الابناء ومستقبلهم بغيه اعدادهم الاعداد الصحيح لمواجهه وخوض تحديات هذا العصر وبالطبع كما يعلم الكثيرون ليست سهله وتتطلب مسؤولية صادقة وكبيره , ويداً بيد يمكن ان نوصل الابناء الى احتفالات تخرّج ترتكز على انجازات علمية وحقيقية كما يستحقها الابناء لتكون عوناً لهم مستقبلاً , يتباهى بها الأهل والمدارس والمسؤولون ليس في الاحتفال فحسب , وإنما يترتب ان يكون مرتكزاً على الحد الاقصى من الانجاز والنجاح لأنّ الضمير يرتاح والعمل يثمر أكثر ويستند الطلاب على تحصيل حقيقي لا تشوبه شائبة والله من وراء القصد .