ليست الحياة كما تخيلناها في الصغر. ليس البكاء والدموع شيئين، يستغلان للحصول على دمية أحببناها، وأردنا الحصول عليها كما اعتقدنا. ونستمر في البكاء، والنظر بصورة تجعل مَن حولنا يشفق علينا. كما أنه ليس بإمكان الجريء تسلق الأشجار وقطف الأزهار، ويجعلنا نضحك ونبتسم. وليس لكرة ملونة، ودمية باكية أن تجعلنا نطير فرحا.
فمعتقداتنا جميعها تغيرت. وإدراكنا أن حديث الكبار ليس صحيحا في جميع الأوقات هام. وظننا بأن من حولنا سيتغيرون، وتتغير معهم أساليب أحاديثهم الفظة خاطئ. فاليوم، نرى في مجتمعنا من يتكلم عن النظافة. يجب أن يكون مصدرا في إصدارها ومحافظًا عليها. ومن يتحدث عن الحقوق، وهو ضدها، ومن لقب بمربي الأجيال، وهو سبب في دمارها. ومن يتحدث عن الكحول والإدمان، وهو لا يستطيع العيش بدونها. ويأتي دور ذلك الشاب الأخرق، ليبحث عن فتاة مهذبة، بعد أن كان سببا في إتلاف أخلاق فتيات أخريات. يستغل أحدنا الآخر؛ للوصول إلى مبتغاه، والحصول على هدفه بطريقة سلسة. الاعتماد على الذات، وعدم تصديق الآخرين بكل أمر ينجّينا من العثرات. الانتباه لكل خطوة نخطوها، والتفكير في عقلنا، لا في قلبنا، والحذر، كلها وسائل للنجاة، والنجاح في هذه الحياة، ولاجتياز أفخاخ ومصائد الآخرين. منذ متى تحول البشر الى وحوش على هيئة بشر؟ متى ستنتهي هذه المهزلة؟ متى سنصعد، ونحقق بدلا من أن نغتاب الآخرين ونستهزئ بهم؟
متى سنبدأ بأنفسنا أولا؛ لنغير عالما للأفضل دائما، ونضع جهودنا الضائعة في مكانها الصحيح، بدلًا من أن نكثر في تسبيب النائبات التي لا بد أن تحيطنا بهمومها؟ انظروا إلى الطبيعة، وتمعنوا بجمالها الخلّاب!