اَلزَّرَافَةُ الْكَبِيرَةُ
ص2
قَالَتْ زَرُّوفَةُ: "أَكْرَهُ الْعَيْشَ
بِهَذَا الْجِسْمِ الضَّخْمِ الطَّوِيلِ!
ص3
يَصْعُبُ عَلَيَّ أَكْلُ الْحَشَائِشِ،
وَالرُّقُودُ فِي ظِلِّ الْأَشْجَارِ.
ص4
وَتَرَكَتِ الطَّعَامَ؛ فَصَار تْ تَصْغُرُ؛
حَتَّى أَصْبَحَتْ بِحَجْمِ النَّعَامَةِ.
ص5
وَفَرَّتِ الْعَصَافِيرُ عَنْ ظَهْرِهَا،
وَابْتَعَدَ عَنْهَا أَصْدِقَاؤُهَا الْحَيَوَانَاتُ.
ص6
وَأَخَذَتِ الْحَيَوَانَاتُ الْمُفْتَرِسَةُ تُهَاجِمُهَا؛
فَتَهْرُبَ، وَتَخْتَبِئَ؛ لِئَلَّا تَرَاهَا.
ص7
...........
ص8
تَحَيَّرَتْ زَرُّوفَةُ؛ بَكَتْ، وَفَكَّرَتْ!
وَقَالَتْ لِنَفْسِهَا: "سَأَرْجِعُ كَبِيرَةً!".
ص9
وَعَادَتْ تَأْكُلُ؛ فَعَلَتْ كَالشَّجَرَةِ،
وَأَصْبَحَتْ أَطْوَلَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ.
ص10
"اِشْتَقْتُ لِأَوْرَاقِ الْأَشْجَارِ وَثِمَارِهَا،
سَآكُلُهَا بِشَهِيَّةٍ" قَالَتْ زَرُّوفَةُ!
11
..........
ص12
وَلَمْ تَعُدْ تَخَافُ أَحَدًا،
وَتَنْطَحُ مَنْ يَقْتَرِبُ إِلَيْهَا.
ص13
تَرْفُسُهُ بِيَدَيْهَا، وَرِجْلَيْهَا الطَّوِيلَتَيْنِ،
وَتُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهَا بِجُرْأَةٍ.
ص14
وَعَادَتْ إِلَيْهَا الجَوَامِيسُ وَالْأَغْنَامُ؛
لِتُطْعِمَهُمْ ثِمَارَ الْأَشْجَارِ الْمُخْتَلِفَةَ.
ص15
...............
ص16
وَعَاشَتْ زَرُّوفَةُ بِالْأَحْرَاجِ مَسْرُورَةً!
وَغَنَّتْ مَعْ زَقْزَقَةِ الْعَصَافِيرِ:
ص17
شَكْلِي أَنَا يُشْبِهُ الْجَمَلَا
وَلَوْنِي جَمِيلٌ، يُشْبِهُ النَّمِرَا.
ص18
أَنَا زَرُّوفَةُ، خَفِيفَةُ الدَّمِ
سَرِيعَةُ الْمَشْيِ، حُلْوَةُ الِاسْمِ.
ص19
عُنُقِي طَوِيلٌ، شُوفُوا جَمَالِي
أَرْغَبُ بِأَكْلَ ثِمَارِ الْبُرْتُقَالِ
ص16
وَعَاشَتْ زَرُّوفَةُ بِالْأَحْرَاجِ مَسْرُورَةً!
وَغَنَّتْ مَعْ زَقْزَقَةِ الْعَصَافِيرِ:
ص17
شَكْلِي أَنَا يُشْبِهُ الْجَمَلَا
وَلَوْنِي جَمِيلٌ، يُشْبِهُ النَّمِرَا.
ص18
أَنَا زَرُّوفَةُ، خَفِيفَةُ الدَّمِ
سَرِيعَةُ الْمَشْيِ، حُلْوَةُ الِاسْمِ.
ص19
عُنُقِي طَوِيلٌ، شُوفُوا جَمَالِي
أَرْغَبُ بِأَكْلَ ثِمَارِ الْبُرْتُقَالِ