لا املك الحق ان اكشف صفحات التاريخ التي سبقت قيام الدولة العبرية والتي تعود لسنوات الثلاثين والاربعين و المستندات المدموغة في الاختام والتواقيع شاهدة على حقبة من الزمن كانت فيه الاحلام بعيدة عن الواقع المامول لان ارض الميعاد وحلم هرتسل ووعد بلفور في ايجاد وطن لليهود كانت حلم ورسائل والمسافة بعيدة بين الحلم والواقع واذا كنت لا املك الحق في كشف المستندات فهي لم تسجل باسمي او اسم الاخرين بل هي من حق شخص واشخاص امنوا في دولة قبل ان تصبح عروسة شرق رفض بكل الاساليب والطرق فرحة شعب ارض الميعاد واذا كان" قانون القومية " قد سن في القراءة الثالثة وطار بعضهم في سماء الكنيست فرحا في الانتصار التاريخي واخذ بعضهم يلتقطوا صور السلفي مع رئيس الحكومة ولقانون يجعل من شعب الله المختارة مختارا على طوائف حلمت في العيش تحت كنف دولة سجلت في وثيقة استقلالها المساواة ومنح الحقوق لكل مواطنيها وقانون القومية في جوهره استعلاء فئة على فئة و في زمن اضاعت قيادات الدولة حكمتها وبعد ان فقدت البوصلة نحو سنوات الثلاثين والاربعين ونسى حلم في دولة مازالت في سطورها الاولى ولا تملك نشيد ولا علم ولا حدود ثابتة ونسوا بان هناك في الخزائن القديمة اوراق كشحت الوانها لكن سطورها مازالت تقرء والتواقيع واضحة كوضوح قرص الشمس في منتصف النهار .
في الرابع من الشهر القادم سيلتقي الالاف في ساحة رابين بمدينة تل ابيب يحتجون على قانون القومية و رسائل الضباط والعائلات الثكلى اخذت طريقها نحو مكاتب رئاسة الحكومة والوزراء وقيادات الدولة والمحكمة العليا ستبث في التماس اعضاء الكنيست الدروز ولا يشمل الوزير ايوب القرا وموجة الاحتجاج على سن قانون القومية اخذ يتدحرج في كل الاتجاهات وهنا ذاب الثلج وبان المرج ليكتشف وجوه عديدة في محطات المواقف والتخاذل بها.
وطائفة الدرزية اختارت بقياداتها الحكيمة قبل قيام الدولة مسارها للحفاظ على نفسها اولا بل امنت وادركت بان خيار الدولة العبرية هو الطريق نحو الحفاظ على كيانها وفي اقلية عرفت قياداتها ماذا تريد من نفسها ولا عجب بقاء الاهل في قراهم سالمين مكرمين .
القضية ليست في جوهر القانون ولا في نسبة التصويت له ولا في صور السلفي وابتسامة الخبث على وجه النائب " بيتون" الغاطس في وحل السرقات بل القضية ضياع بوصلة قيادة الدولة التي لا تميز بين رسالة عائلة ثكلى و ضابط في الاحتياط وضع دمه على كفه ومن اتوا بالسلاح وعبروا اسلاك الحدود والتفاصيل الاخرى مازالت وستبقى في ملفات يمنع علينا فتحها لان الخلاصة "اخلص الدروز للدولة العبرية ولم تخلص الدولة اليهودية وحسب قانون القومية للدروز" .
قانون القومية كشف بعض الوجوه لان الانسان يقاس حسب مواقفه ولا يقاس حسب بدلته ومسبحة بيده والخاسر وزير فقد الجهات وضاع بين هويته وجذوره و قوميته وقيادة الطائفة الروحية التي فضلت السكوت والصمت وبدل ان تكون المبادرة لوقف قانون يتنكر لها اولا ويضعها في درجات اخرى وقانون القومية وان تغيرت بنوده بفضل مبادرات شبابية واعية فان الخاسر هم من فضلوا السكوت على ابسط الحقوق والقضية في جوهرها لا تدخل مربع الاستجداء بل حق والحقوق كما قال سلطان العرب : تاخذ ولا تعطى .