من قواعد الديمقراطية الصحيحة , ومنذ ان بزغ فجرها " تستند الى مقولة اساسية تعتبر الركيزة الاولى والأخيرة في تطبيق الديمقراطية بشكل لا يقبل التأويل او المساومة هنا وهناك , ويعرف الكثيرون ان الديمقراطية بحد ذاتها تتركز في اساسها على مقولة عميقة في معناها وغزيرة في ابعادها, وهذه هي المقولة " تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حرية سواه " وبصريح العبارة انّ جميع الأفراد في المجتمع على اختلاف الانتماءات والأهواء متشابهون بهذا الصدد ولكل الحق بالمشاركة والمنافسة في اي مجال يراه مناسباً على الصعيد المهني والاجتماعي والانتخابي , الا انّ هذه الاتجاهات تمنح كل فرد حصانة ذاتية لتحقيق رغبته والوصول الى اهدافه التي يرنو اليها وذلك من باب الديمقراطية .
هذا يمكن ان يحصل في مقومات عديدة من شأنها ضمان سير العملية الديمقراطية على الوجه الأكمل , وعندها يكون تحقيق هذه المقومات والامتثال لها ولمعانيها ابعاد ايجابية في ثنايا المجتمع , حيث تنعكس على الأسرة الواحدة , البيت الواحد , الكتلة الحزبية الواحدة , والحمولة الواحدة في ظل الاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم اللائق على طريق الصالح العام .
وبدون ريب ان هذه الأمور جميعها تتطلب العمل الصريح والدؤوب في عمق المجتمع بشفافية تامة وبإيمان صادق بين الافراد على اختلافهم لصيانة المجتمع والنهوض به قدماً والى الامام .
وفي هذه الظروف التي تلوح بها الانتخابات في كل المجتمع الاسرائيلي يهوداً وعرباً تستند في غالبيتها على الانتماءات الحزبية القطرية باستثناء القرى العربية على اختلاف فئاتها وطوائفها حيث تغلب على ذلك القوائم الحمائلية والعائلية وربما الطائفية في بعض الأحيان .
فعليه قد تكون اللعبة الديمقراطية صحيحة تتمثل في نظري في عملية الانتخابات المحلية ان كانت للرئاسة او للعضوية , فكل من المرشحين له كرامته, وله احترامه , وله اراءه التي تدفعه الى خوض غمار المعركة الانتخابية لأسباب تعود له شخصياً وفي نظري هذا حق شرعي ديمقراطي يتوجب احترامه بكل ما في الكلمة من معنى .
(2)
اذن حسب اللعبة الديمقراطية جميع المرشحين ان كانوا للرئاسة او للعضوية تدفعهم بدون ريب اهداف خاصة وفي غالبيتها خدمة القرية او المدينة ونزولاً عند الشعور بالمسؤولية تجاه هذه القرية او تلك المدينة, وهذا امر في نظري ايجابي وينطوي عل معانٍ ايجابية كذلك .
وفي هذا السياق ارجو ان انوه الى عدد من الركائز التي تكمن في مبادئ الديمقراطية وخاصة من المعارك الانتخابية القطرية او المحلية الامتثال لمبادئ الاحترام المتبادل يعني هذا ان كل مرشح له الحق في ممارسة حقه في الانتخابات اما مرشحاً او ناخباً دون اكراه او اجبار ودون امور اخرى يمكنها ان تستميله بشكل او بآخر- يعني ذلك احترام المشاعر للجميع .
-
عدم التدخل في خصوصيات الناخب واشعاره بالكرامة والاحترام وبممارسة حقه الانتخابي بكل شفافية .
-
المقارعة والمشاركة والجدل والنقاش كل هذا يجب ان يدور بشكل عقلاني وبمنتهى الاحترام والتقدير المتبادل بين الجميع.
-
حفظ الآداب وعدم الاساءة بمختلف طرق التعامل , بل بالأسلوب السلس واعطاء الشعور بالاحترام والمسؤولية الاجتماعية . وهذا ينبغي ان نتبع القول "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية "
-
التجمهر الأخوي والاحترام المتبادل حتى لدى الاختلاف في الرأي يجب ان يكون بمستوى
المسؤولية دون الانجرار وراء انزلاقات كلامية لا تخدم المصلحة العامة مطلقاً .
-
وما يفرض نفسه كذلك هو الغاية المشتركة لمصلحة الجمهور والناخب بحق وبجدارة وبأمانة واخلاص من قبل جميع المندوبين او العاملين على الساحة والحلبة الديمقراطية .
-
خلال الحملة الانتخابية على الجميع التحلي برحابة صدر وبصدق في القول والفعل , وخاصة في التعامل الأخوي بين الشركاء في هذه اللعبة الانتخابية , كذلك اعزائي المرشحين والناخبين على الجميع التقيد بقول الصحيح الصحيح من جميع الاطراف وعدم الذم والقدح والتشهير سواء كان ذلك في المجالسات الخاصة واللقاءات العامة وكذلك الفردية , من اجل ان تسود المعركة الانتخابية روح التعامل والاحترام والتقدير تجاه كل واحد وواحد دون التفرقة بين الجميع والكل اخوة على حد سواء من جميع الطوائف والأطياف والفئات .
(3)
-
ليس الأمر فقط يتعلق بالمرشحين انفسهم بل هناك شركاء في الحملة الانتخابية من المقربين والاصدقاء والمعارف وكذلك من الناخبين انفسهم فيمكن القول ان الناخبين والمرشحين شركاء في فرض ديمقراطية تحترم الجميع وتنتج حياة ملؤها الاخوة والمحبة والاحترام والعمل المشترك وكل في شأنه والكل معاً في هذا العرس الديمقراطي ليشعر الجميع حقاً بمعنى الديمقراطية الأمر الذي يؤدي بالتالي الى تفاهم اكثر وتعامل اصلح في الاحترام المتبادل لدى الجميع لينهض المرشحون والناخبون معاً في قريتهم او مدينتهم نحو الأفضل , لينعم المواطنون جميعاً ويحسون بعض الديمقراطية وكيفية التعامل حتى في ابسط الأمور لأنّ النتيجة في نظري تكون ايجابية وتصب في الصالح العام .
والأمل وطيد بأن تكون المعارك الانتخابية هذه المرة كما كانت في السابق نموذجاً يليق باسم العرس الديمقراطي ليكون عبرة للأجيال الحاضرة والمستقبلية واعطاء الصورة الصادقة للمواطن والناخب والمرشح والفائز حيث ما توّلده الحركة الانتخابية من اجل الجميع وعلى حد سواء ونرجو من العلي القدير ان يوفق جميع المرشحين وان يعمل الجميع على تفوق التعامل البناء والصريح والاحترام المتبادل ويقبل ما تفرزه الانتخابات بكل رحابة صدر وبكل قناعة لتكاتف جميع النوايا والقوى العاملة معاً من اجل المصلحة العامة على ارض الواقع والله ولي التوفيق .