سحر الطّبيعةِ...رحلةٌ إلى دولتيّ"كرواتيا/سلوفينيا"،انطباعاتُ سائح
بقلم:شريف صعب-أبوسنان
في رحلة ساحرة،رحلة من العمر،قمتُ بها،مؤخّرًا،لدولتيّ كرواتيا/سلوفينيا السّاحرتين عدتُ مندهشًا من جمال الطّبيعة هناك،وقد زاد رونقَ الرّحلة بهاءً هدوءُ سكّان هاتين الدّولتين،أدبهم،حسنُ تعاملهم،نظافةُ بلادهم ونقاءُ بيئتهم!فقد زاد كلُّ ذلك سحرّ الطّبيعةِ سحرًا.
على عرش تلك البلاد تتربّع قممُ جبال الألب الشّهيرة،تُشرف على بحيراتٍ وأنهرَ كثيرةٍ...فسبحانَ من أعطى ووهبَ.
حقًّا إنّها رحلةٌ مُميّزَةٌ لا تُنسى!!وفي خِضَمِّ التّنزهِ السّاحر لم يكنْ بُدٌّ من وقفاتٍ مع ملَكَةِ الشّعرِ،الّتي تملكُ حيِّزًا من أفكاري،وهي إذا أمرتْ فلا بُدَّ أن يُطاعَ أمرُها،حيثُ لها القولُ الفصلُ مع... بناتِ الإلهام! وهل أستطيعُ أن أرفضَ لها مطلبًاّ؟؟!!
كانت إحدى لحظاتِ دهشتي عندما دخلنا إلى المغارةِ الكارستيّةِ الساحرةِ"بوستفينا"،تحت جبل كبير،المليئةِ بالصّخور المنتصبة كالتّماثيل وبأشكال ساحرة،حيث يتخيّل لك،أحيانًا،أنّها تماثيلُ"حيّةً"...تشعر وتتكلّمُ وتُحبّ وتعشك ورُبّما تكرهُ أحيانًا!عند خروجي منها كتبتُ ووصفت،على طريقتي،قصيدةً أسميتها"عشقُ الصّخور"
عشقُ الصّخور يثورُ في عتمِ الّليالْ
فالصّخرُ يعشقُ مثلَ آمالِ المُحال
..يتربّصُ العُشّاقَ دربَ حبيبهم،تحتَ الجبالْ.يتغازلونَ،يُسامرونَ
يُراوغونَ...يُراقصونَ على مَهَلْ،لكنّهُ حبٌّ
كما طعمِ العســــلْ
يبنونَ آمالًا لآلافِ السّنينْ،فلا أحدٌ يُقبّلُ خدَّ أو فمَّ الحبيبِ
على عجلْ
فالحُبُّ عندّ الصّخرِ يملؤُهُ الحنين...على أمَلْ!
حُبُّ الصّخورِ مُقَدّسٌ من عند مولانا القديرْ
والمُحتفونَ بعرسهمْ يزهَوْنَ في لبسِ"المرامرِ والحرير"
والوقتُ في أعراسهِم،حينًا يسيرُ ولا يسيرْ،يتصبّبون على
وجوهِ نساءهم
والكُلُّ منغمسٌ بأوهامِ المصيرْ...
لكنّهُ حُبٌّ جميلٌ فاق أهدافَ البَشَرْ،حُبٌّ إلهيٌّ كحُبِّ
النّجمِ والأفلاكِ معدومِ الخَطَرْ...فلا"فِلاشٌ"يشتعِلْ
ولا مرايا أو صِور...
...يا ليتنا كُنّا صخورًا عاشقه
دونَ"مِكياجٍ الحضارةِ"أو عبيرْ
ونُحِبُّ بعضًا بعضَنا حُبًّا كحُبِّ الطّفلِ...أحلامَ السّرير!!!
وبعد وقفةٍ ومسارٍ على طولِ مجرى نهر"غورييه"السّاحر،المُتعرّجِ نحو نهرِ الدّانوب العظيم،جلست على...فنجانِ قهوةٍ ثُمّ كتبت،احترامًا لشيطان...الشّعرِ، واصِفًا ذلك النّهر الجميل:
نهرٌ يغيرُ على عَجَلْ مُتحدِّيًا رأسَ الجبلْ
وتراهُ يلوي خصرَهُ "نجوى فؤادِ"إذا نَقَلْ
كالطّيرِ يغزلُ حبَّهُ غزلَ النّساء،إذا غَزَلْ
من حولِهِ أسوارُهُ ترنوا ويحذوها الأمَلْ
أشجارُهُ ميّادةٌ ترقُصْ على عزفٍ حَصَلْ
مُتَلَهّفٌ ل"دانوبهِ" يتعانقانِ إذا وَصَل
...فيهِ سينفثُ"سُمَّهُ" صَبٌّ بمولاهُ انهَبَلْ
ولهانُ يعشقُ خِلَّهُ عِشقٌ أكيدٌ،لا خَجَلْ
...رسَمَ الإلهُ رسومَهُ ..........سبحانَ منْ بَلَّ وجَبَلْ!!!!
مع تمنّياتي لكم أن تزوروا تلكَ البلاد و...ته...نَ...ئووون!!!