رماح يصوبها معين أبو عبيد
لا تأسفن على غدر الزمان
بعد مرور عيد الأضحى المبارك الذي مرَّ مرَّ الكرام ولم يجد المحتفلين الذين رحلوا عن موطنهم الى نزهة هربا من المعايدة على أهلهم وذويهم ومحيطهم وحرموا أطفالهم وأحفادهم من أجواء العيد وتزيين الساحات والحارات، وإضاءة قنديل العيد، الأمر الذي أفقد العيد مظاهره ورموزه التقليدية الأصيلة.
في هذا المقام والمشهد المقلق فإنّ نصف ما أقوله لا معنى له، لكني مصرٌّ على قوله ليتم معنى النصف الآخر، أقوله بظروف غير طبيعية وبتموجات شفافية عازفا ألحانا على إيقاع نشاز محاولا عبثا أن أشعل ما تبقى من شموع واحات صدري النازف، وأوجه سهما لكل اللاعبين الملونين والمتفرجين وأصحاب القرار قائلًا: لقد اقتحمتم أسوار أعماقي واستغللتم جرحي، فمنذ اليوم لم أعد أرى فيكم الشعلة المتجددة أو بحرًا من العطاء كما عهدتكم، وغدوتم، في ليلة وضحاها، بحرا صاخبا دائم المد والجزر وصخورا صماء وعيونا عمياء وقلوبا حاقدة، وعذرا لو قلت سيطرت عليكم السطحية والأفكار الرجعية المستعصية.
فألف ألف سلام، ورحمة الله على هذه الدنيا التي غدا فيها الأخ عدوَّ أخيه، والصديق عديم الصدق والإخلاص وفقد فيه المجتمع عاداته وتقاليده ومصطلح العطاء والتسامح.
فالوجوه المبتسمة لا تعني بالضرورة اختفاء الأحزان بل إن أصحابها قادرون على التعامل والتفاعل معها فالبعض لا يستحقون الحقد والحسد والبغض فلا تجبر أحدا على الاهتمام بك لأنك تصبح كمن يروي شجرة صناعية وينتظر منها أن تعطيه أنقى وأجود الثمار.
قد يجرحك كلام سفيه من السفهاء لكن عليك أن تذكر وتتذكر أنّ العواصف لا تضرب إلا القمم، فلا تندم على معرفة أي شخص، فالناس الجيدون، رغم قلة عددهم، يعطونك المساعدة، والسيئون التجربة وأسوأهم يعلّمك درسا، وأفضلهم يتركون ذكريات جميلة تحفر في الذاكرة.
أنهي في هذه المقولة المعبرة " لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك، فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة".