قوانين نتنياهو المتطرّفة تُنمّي بذور الكراهية والعنصريّة داخل المجتمع المدني الآمن!!!
بقلم:شريف صعب-أبوسنان
من ينظر ويتمعّن بما يحصل في الأشهر الأخيرة في بلادنا من تجاوزات أخلاقيّة وتعدّيات سافرة عل أمن المواطن العادي،يدرك بسرعة أنّ ذلك يحصل نتيجة للعاصفة التّشريعيّة التي قامت بها حكومة السّيّد نتنياهو الأخيرة والتي وضعت نصب أعينها الإمعان في التطرف بحقّ كل من هو ليس يهوديًّا وشدّ الخناق عليه، حتّى درجة اليأس!
هذا التّوجّه المرفوض،جملة وتفصيلًا عند الشّعوب الرّاقية،سيأخذ الجميع،عربًا ويهودًا إلى هاوية ،رُبّما،لا يُمكن الخروج منها!
فالرؤّية العنصريّة لليمين المتطرّف تلاقت،كما يبدو،مع النّوايا السّيّئة التي يكمنها حضرة القائد،في بطنه المليء بالكراهية والضغينة لكلّ من هو ليس...في صفّه.فقد تميّز،كما تعلمون،بإيجاده لغةَ التّحريض!!
فرئيس الوزراء الذي بقي يحافظ على توازن فكريّ وجسديّ،حتّى السّنوات الأخيرة، يُعاني اليوم من علامات ارتباك وحيرة كمن فقد السّيطرة تمامًا.فهو لم يجد دواءً لحالته هذه،كما يبدو،إلّا عن طريق التّطرف الفاضح نحو اليمين"شاحطًا" خلفه كلّ المعسكر العنصريّ الذي لطالما تاق إلى قائدٍ مثله،ينفّذُ مآربه وسياسته المظلمة الظالمة...حتّى لو كان ذلك على حساب زعزعة السّلم الأهليّ والأمن والأمان الذي ينشده كلّ مواطن شريف يصبو لحياةٍ عاديّة،حيث لا يوجد أسهل من بثِّ بذور الشّقاق والكراهية إذا فقد الإنسان الصّيرورة الإلهية التي ميّزه الله بها...عندها يصبح"دُبًّا"في كرم عنب أو "فيلًا" يتجوّل في...مُتحفٍ من الخزفِ!!
كثيرٌ من القوانين المجحفة العنصريّة والمنافية للأصول الدّيمقراطيّة والأخلاقيّة سُنّت في الدّورة الحاليّة،خصوصًا بحقّ سكّان المناطق المحتلّة الّذين يُعانون الأمرّين من ظلم وإجحاف المُحتَلّ الدّاعم لفوضى المستوطنين،إلّا أنّ قانون القوميّة الأخير،الّذي ضرب السِّلم الأهليّ داخل الدّولة،في الصّميم،كان أكثرها فظاظةً وإجحافًا...بحقّ أقليّةٍ لا تنشد إلّا الأخوّة والمحبّةَ والعيش الآمن.
فبعد أن بدأ أكثريّة المواطنين العرب،وعلى وجه الخصوص أبناء الطّائفة الدّرزيّة، يشعرون ببعض الإنتماء الوطنيّ،جاء هذا القانون ليصفعهم على وجوههم وليذكرهم أنّهم إنّما يعيشون على"كفِّ-عفريت"وأنّ كلّ ما بنَوهُ من أحلامٍ وآمال إنّما هي أضغاثُ أحلامٍ،لا غير!!
فبعد سنّ القانون العنصريّ الّذي شُطبت منه كلمتيّ الدّيمقراطيّة والمساواه في الحقوق بين أبناء الشّعب،حتّى ولو كانت هذه المساواة "منقوصةً"،فقدَ من هو غير يهودي اتّزانه وربّما صوابه حيث انتُزعت ثقته الشّخصيّة وزادت مخاوفه ممّا يخبّؤه له عالم الغيب...المجهول .فقد أصبح مواطنًا من الدّرجة الثّالثة وربّما الرّابعة، ممّا سوّل للعنصريّين،ضُعفاء النّفوس، أن يعتدوا عليه ،بإيعازٍ من ذلك القانون العنصريّ،في..."جادة صهيون"،في أورشليم، وفي شاطئ البحر،في حيفا، وفي مطار الّلدً وفي عكا وفي تلّ أبيب وفي كلّ أرجاء ..."الوطن القومي اليهوديّ"!!
!لقد أجاز هذا التّشريعُ التّنكيلَ بكلّ من هو ليس يهوديًّا وسلَبهُ الأمن والأمان الّلذين هما في صميم الدّيمقراطيّة والحضارةِ المدنيّةِ الحديثة!ً
إنّ الإعتداء الّذي تعرّض له مواطنون من"دالية الكرمل"الشّامخة، ليس إلّا تأكيدًا للنّوايا العنصريّة الكامنةِ في قلوب الكثيرين في هذا الشّعب،رغم خدمة،هؤلاء، المستميتة لهذهِ الدّولة وتلويحهم الأعمى بشعاراتها!
فهدم المساكن في الأراضي المحتلّة وتجريف الأراضي بأشجارها ومصادرتها والقهر اليوميّ للمواطن الفقير المغلوب المُعاني،على الحواجز وتضييق الخناق المنهجيّ إنّما أوصل المتطرّفين اليهود على الإعتداء حتّى على الجنود ورجال الشّرطة...اليهود بالقرب من نابلس وفي أماكن أخرى قبل أشهر.فالتّطرف والعنصريّة إذا اشتعلت نارُها لا توفّر أحدًا يعترض طريقها،حتّى لو كان يهوديًّا!!هذه هي بذور الكراهية والعنصريّةِ والتّشتّت والضّياع التّي تبثّها الحكومة الحاليّة برئاستها الحاقدة ضِدّ"الغرباء"حتّى لو كلّف ذلك الهدمَ والدّمار،ربّما، كان في ذلك مخرجًا للسيّد "نتنياهو" للخروج من مآزقه القضائيّة والتّحقيقات الّلامتناهية معه، الّتي من الممكن أن تُفضي بمقاضاتهِ بجرائم الفساد الكثيرة !!
والسّؤال الّذي يطرح نفسه هو أين الشّعب!؟والجواب هو:ما دام هذا الشّعب مُتنعِّمًا بهذه الفرة وهذا النّعيم ألّذي أغدق به عهدُ السّيّد نتنياهو وحكومته وما دام التّطرّف هو سيّد الموقف وما دام اليمينيّين المنتفعين يحرّضون ويهولون من أجل القائد وما دام اليسار الإسرائيليّ عاجزًا عن الوقوف على رجليه المشوّهتين...سنبقى نعاني من صعوباتٍ جمّةٍ،فأجارنا الله من المخفيّ الّذي هو ربّما...أصعب بكثير!!!