يوم الخميس الماضي وبعد حلول عيد ألاضحى المبارك وانتهاء حجاج بيت الله الحرام في المملكة العربية السعودية من أداء مناسك الحج والعبادة واتمام كل ما من شأنه ان يكون له صلة الحاج ،دأت وفودهم تغادر المملكة كل الى بلده شاكرين المولى عزَ وجلَ على ما أنعمه عليهم وطالبين المغفرة والرحمة على أن تعود ألايام المقبلة على الجميع بالصحة والخير والسعادة والعافية والهناء والراحة وقد تغيرت ألاوضاع وألاحوال الى ألافضل وحل السلام والوئام والتسامح والصفح والمغفرة لكل من ارتكب بحقنا مشكلة ونسامحه ونعفو عنه.
طوبى للمملكة ملكا وأمراء ولجميع القائمين على توفير كل ما يتطلب من مساعدة وتوجيه جميع أنواع المساعدة وكانت كثيرة جدا وبورك كل من ساهم في تقديمها بابتسامة لحجاج بيت الله الحرام من جميع ألامم وألشعوب بغض النظر عن اللغة ولون البشرة والقومية ولغة التخاطب كلهم سواسية كأسنان المشط كمايطلب منا الدين الحنيف دين ألاسلام الجميع متساوون أمام رب العباد خالق هذا الكون الله عزَ وجلَ،الشكر الجزيل للسعوديين الذين قدمَوا لرواد بيت الله الحرام كل ما يستطيعونه من مساعدة وعون وارشاد وتنوير وألاخذ بيدهم لمساعدتهم لاداء هذه الفريضة والتي ذكرها الله في الكتاب العزيز القرآن الكريم" ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا"أي انه جاء في القرآن الكريم في هذه ألآية أن الله طلب من عباده القيام بالحج مرة في العمر وليس أكثر من ذلك وحدده بمن استطاع اليه سبيلا،أي كل من يقتدر ماليا وماديا ويوفر لعائلته جميع المستلزمات عندما يغيب عن بيته من مأكل وملبس وكسوة وكل ما تحتاجه العائلة،وأن لا تكون أموال ومتطلبات ومصروفات الحج على حساب المصروفات البيتية والتي يتوجب توفيرها للعائلة،وكذلك أن لا تكون أموال الحج دينا أو مساعدة أو غير ذلك من ألامور المعلومة لدينا،بل يجب أن تكون متوفرة لمن يريد تأدية هذه الفريضة من أمواله هو لا من أموال غيره،وهنالك أمور لا نريد ان نعود ونذكرها فهي معلومة ومعروفة ومن لا يدري فبامكانه التوجه أو قراءة ما يتطلبه ذلك.
في هذا المقام لا يسعنا الا أن نذكر الشكر وطوبى لمن عمل وسعى وساعد وقدم الطعام والشراب وكل ما يستطيع للوافدين ويكفي أن نقول أن توفير كمية المياه لنحو 5 مليون ونصف المليون من الحجاج لهو أمر كبير جدا ومباركة الايدي التي عملت وتعمل على توفير ذلك،لانه في بلدان أخرى فان المياه وتوفيرها تكون في سلمَ ألاولويات وأمر صعب جدا،كما أننا نعلم عن توفير باقي المتطلبات لاداء مناسك الحج وحياة الحجاج من توفير المسكن والمبيت المناسب كل بمقتضى الحاجة والامكانيات المادية فالطعام متوفر والمياه والخدمات الصحية وغير ذلك من المتطلبات وألامن والحماية وتامين سلامة الرواد والوافدين ومئات الحراس من رجال الشرطة وغيرهم من الذين أنيطت بهم الملاحظة والحماية،لقد كان حجا مزدحما لكثرة العدد أليس كذلك؟وعلى الرغم منه فان الحياة سارت بموجب ما خطط لها وعادوا الى ديارهم سالمين غانمين شاكرين على ما انعم الله عليهم ومنَ بتأدية هذه الفريضة وهي الركن الخامس من أركان ألاسلام الخمسة.
المسلمون في هذه البلاد كانوا من أول من طاق الى زيارة بيت الله الحرام وتأدية الفريضة،وبعد مفاوضات وأخذ وعطاء بين دائرة ألاسلام والوزارة لشؤون ألاديان في المملكة ألاردنية ألهاشمية تكللت الجهود بالنجاح وفي عام 1977 توجهت أول مجموعة من مسلمي البلاد الى المملكة العربية السعودية وكان أول وفد من قضاة المحاكم الشرعية وغيرهم،وفي عام 1978 بدأت أول مجموعة بتأدية الفريضة الى أن وصلناالى ما نحن عليه اليوم،والشئ الملفت للانظار أنه لماذا ألمسلمون من هذه الدياريتوجب عليهم السفر الى السعودية قبل اقتراب موسم الحج على ألاقل ب- 19 يوما،وهذا يتطلب مصروفات زيادة وتعطيل وتغيَب عن مكان العمل،بينما غيرهم يتوجهون ويصلون قبل حلول عيد ألاضحى المبارك،وعلى الرغم من كثرة ألسؤال والتسائل لم نحصل على أجوبة شافية ومقنعة لماذا؟؟ هذا أولا وهنالك أحيانا استياء من المعاملة في الشاحنات التي تقلهم من البلاد الى المملكة فيما يتعلق بالراحة التامة ووجود سائق إضافي في المركبة للتناوب وتوفير الراحة للسائق ألآخر؟كما أن المركبات وهي اليوم يتوجب أن تكون مزودة بجميع وسائل الراحة بما في ذلك توفر قضاء الحاجة في الباص – المركبة وهذا أمر يتوجب على كل مركبة أن تتوفر فيها مثل هذه الوسائل للراحة،ثم لا ننسى باقي وسائل الراحة التي يتوجب أن تتوفر في كل باص ومركبة مسافرة كل هذه المسافة الطويلة والتي يتوجب على السائق أن يقودها بتؤدة ومنتهى الوقاية وألاحتراس والحفاظ على السرعة والتي يتوجب على السائق مراعاتها وفي جميع الظروف وألاحوال وهنالك الكثير من الذين تذمروا وفي أكثر من مناسبة ولم يتجاوبوا مع هذه الشكاوي والتظلمات،ناهيك عن ألاكتظاظ وأن المركبات ليست بجديدة الصنع وموديلاتها قديمة بالنسبة لوقتنا الحاضر،ناهيك عن أن النظافة في مراكز الاستراحة والهيجينا من توفر الوسائل التي يخجل ألانسان من ذكرها على الورق،فالمسافرالذي يسافر كل هذه المسافات الطويلة يتوجب أن تكون المركبة والحافلة من آخر موديل أو أقل بسنة أو سنتين وليس غير ذلك،وتوفير سائق آخر مساعد ليساعد السائق ألاول وتوفر مكان للمستراح لقضاء الحاجة في نفس الباص والمركبة وهذا متوفر في الباصات التي تسافر الى ايلات ولا نريد أن نتحدث عن دول أوروبا،كما أن ألاسعار ليست برخيصة سواء بالباصات أم في السفر الجوي بالطائرة،وكثيرة هي ألقصص التي سمعناها ونسمعها كل عام عن المعاناة للبعض(لقد طرأ تحسن لكنه غيركاف)ثم لماذا يتوجب أن ينتظر الحاج ساعات طويلة لوصول مركبته؟ ناهيك عن "السمسرة" في سفر هذا أو ذاك وليس للمرة ألاولى!!!؟وبلاش فضايح وكثيرة هي التظلمات والشكوى التي وصلت الى وسائل ألاعلام ونشرت ومنه لم ينشر! لماذا لا يكون هنالك سوق حر في رحلة دينية كهذه؟ انها رحلة غالية وعليه"من استطاع اليه سبيلا"لا يمكن أن تتحقق،وهنالك الكثير من الذين قصدوا المملكةوليس للمرة ألاولى أو الثانية وحتى ألثالثة وعادوا وهم يحملون "الهدايا" ولا ننسى الذين يناط بهم تسجيل من يريد أن يؤدي المناسك! هنالك الكثير من ألامور من إدارية وغيرها وتنظيمية وإنسانية يجب أن تتغير وحالا ونطالب بتغييرها وفورا،ومن الغريب أن أي من الذين اشتكوا وتذمروا لم تصل مشاكلهم وتظلماتهم الى القضاء والمحاكم المختلفة لانصافهم؟ فهنالك قانون حماية المستهلك والذي ضمنه بالإمكان التوجه الى القضاء وحتى الى محاكم التي لا تكلف كثيرا،محاكم القضايا الصغيرة،ثم لا ننسى ضرورة توفير العديد من المرشدين الحقيقيين والذين بمقدورهم مساعدة الحاج وتوفير ما ينقصه في بلاد الغربة ويتوجب عليهم التواجد في المكان المناسب والوقت المناسب فهم على الغالب من الذين يتلقون أجرا مقابل سفرهم ولا يسافرون تطوعا ولوجه الله،ثم لا ننسى ألاجراءات والعمليات ألآخرى التي يتطلب من مسلمي الديار القيام بها ويتكلفون ألاموال جراء ذلك.
نتمنى لجميع حجاج هذه االبلاد الذين عاد كل منهم الى بيته سالما نقول الحمد لله على السلامة مع اغنية مناسبة وآيات قرآنية والذين زاد عددهم عن خمسة آلاف حاج كل خير وحجا مبرورا وسعيا مشكورا وتجارة لن تبور وعيد اضحى مبارك لكم ولعائلاتكم وكل خير وبركة على أمل أن تتغير ألاوضاع وأن قانون القومية الجديد سيتغير في الموسم القادم للحج وأهتموا بان يكون النضال محليا وأن لا نعتمد على الدول الأخرى والتي هي لا تستطيع أن تغير من التعنت ألاسرائيلي،فنحن مسلمون درجة أولى أم ثانية وهل هذا يتفق مع قانون القومية أم فقط لما سنَ في الكنيست؟ وكةل عام والجميع بالف خير وصحة وسلام.