راضي كريني

سأل الحُوار أمّه الناقة قبل أن يفطم ويفصل عنها: لماذا لنا آذان صغيرة مليئة بالوبر؟

أجابت الناقة: نحن نعيش في الصحاري الرمليّة، ...؛ فهي تحمينا من الرمال والغبار.

• ولماذا لنا رموش طويلة؟

• ...؛ فهي تحمينا من الرمال والغيار.

• ولماذا فمنا كبير، وشفتانا مطّاطيتان وقاسيتان، وشفتنا العليا مشقوقة؟

• كي نستطيع تناول الأعشاب والأشواك في الصحاري الرمليّة.

• ولماذا خفّنا كبير وسميك، وأرجلنا طويلة ورفيعة؟

• كي نتمكّن من المشي والجري فوق الرمال الصحراويّة.

• لماذا لنا حدبة (سنام) على ظهرنا؟

• كي نخزّن فيها الطاقة والغذاء، لأنّنا نسير في الصحراء مسافات طويلة، بدون غذاء وماء.

• ولكن يا أمّي، نحن نعيش اليوم في حديقة حيوانات، حيث لا غبار ولا عواصف رمليّة، ولا أشواك، ...، ولا جوع ولا ظمأ!

• ......

قال لي صديقي اليهوديّ:

لماذا يتذمّر العرب الفلسطينيّون الذين يعيشون في الدولة اليهوديّة: الديمقراطيّة، والغنيّة، والسبّاقة، و...، والآمنة، وذات المستقبل المشرق، والعلاقات المتبادلة النفع مع غالبيّة الدول العربيّة؟!

ألم يستجب السيّد بنيامبن نتنياهو، بيبي الحبيب،  رئيس الرؤساء والملوك والحكومات والبرلمانات و... في إسرائيل وفي دول ع... (عبريّة) وفي ... إلى طلبات الأمير محمّد بن سلمان، وغيره، وإلى طلبات موزة وسارة وغيرهما؟!

تتّهمونه، بلا خجل ولا وجل، بأنّه لا يعرف التخطيط الإستراتيجيّ، ولا يتّخذ التدابير الوقائيّة ! ألا يكفيكم أنّه تحرّك بسرعة  البرق وأخمد نيران الحرائق الكبيرة التي أشعلتموها في كرملكم (في 2010) وحيفاكم وجليلكم وقدسكم و...؟ ألم يُعد إنشاء سلطات الإطفاء؟ ألم يبني سياجًا عل طول الحدود المصريّة؛ كي يمنع التسلّل (بعد أن تسلّل 60 ألف شخص) وليوسّع لكم ساحات العمل الأسود، وليلطّف الأجواء والهواء والوضع الديمغرافيّ الأبيض؟ ألم يحلّ مشكلة الأنفاق والطائرات الورقيّة الحارقة في الجنوب، ومشكلة صواريخ الكاتيوشا في الشمال؟ ألم يسقط الخطر الوجوديّ وخطر الإرهاب عنكم وعنّا؟ ألم يزرع الأمن والآمان في كلّ المناطق الإسرائيليّة، العربيّة واليهوديّة؟ ألم يكثر من صناديق الاقتراع  الانتخابيّة، في مدنكم وقراكم؛ كي تدفّقوا بالباصات وتدلون بأصواتكم؟

في عهد نتنياهو، انخفضت نسبة البطالة إلى 4%، وشعر المواطنون اليهود والأغراب العرب بالسعادة، وأخذوا يشربون الإسبرسو مرّات في اليوم الواحد، ويسافرون في رحلات سياحية واستجماميّة خارج البلاد، ويشترون عن طريق الإنترنت، من المواقع التجاريّة العالميّة، أكثر من كلّ مواطني دول الشرق الأوسط. وأصبح الناتج الإجمالي للفرد حوالي 40 ألف دولار سنويّا. وارتفع معدّل العمر لجميع المواطنين، و....

ألم يركع هتلر العصر، رئيس الفلبين، رودريغو دوتيرتي، أمام بيبي؟ ألم يستجدي معونته العسكريّة، لفقره للسلاح الفتّاك، وللتكنولوجيا العالية (الهايتك)، والشركات الناشئة؟!

لكن،

لكن،  عندي لك سؤال صغير، أطال الله في حجّتك: لماذا يفكّر الإسرائيليّون بالسكن والعيش خارجها، ويشترون بيوتا في أوروبا وأمريكا و...، ممّ يخافون؟ ولماذا يهريون من جنّة بيبي؟

• ....