اهتمام المواطن بالانتخابات المحلية في يافة الناصرة لا يمكن أخفاء مؤشراته المرحلية، فهو يطفو على اسطح شبكات التواصل الاجتماعي والشارع اليافاوي وهو عادة مخالف لحالة من الكساد الجمود والركود الذي كان في المعارك الانتخابية السابقة.
ولربما أنه ليس غريبا اهتمام المواطن بالانتخابات، رغم أن قطاعات سياسية ومجتمعية واسعة تسجل ملاحظات جارحة وناقدة لمجريات مخاض العملية السياسية في البلدة ، ولكن كما يبدو فثمة رغبة في غرائز المواطنين تبحث بجلد وصبر حثيث عن التغيير للافضل ووجود حلول في مجالات عدة بما يشمل ازمة السكن ، الامن والامان ، الصحة والتعليم .
اغلبية المجالس السابقة أفرغت الانتخابات من معناها السياسي، وقدمتها بصور متكررة على أنها مجرد ديكور شكلاني في المشهد السياسي، طقس احتفالي موسمي يظهر كل ٥ سنوات يقام لاستكمال ضرورات يتلاشى وجوب اهميتها مع انفراط العملية الانتخابية ولكن هذه المرة تظهر جميع الاحزاب الموجودة بحلة جديدة تجمع حكمة الكبار مع همة الشباب بالاضافة الى انضمام تيارات وقوائم جديدة من ما يزيد المعركة صعوبة واثارة .
ما يلتقط الان من المزاج اليافاوي العام، ثمة ذروة بالغة الاهتمام بالانتخابات المحلية، وبشكل معلن تدفع للقول بان الجمهور لا يريد أن يخرج من مسرح السياسة، وأنه يزاحم ليكون لاعبا حقيقيا ومؤثرا في صناعة المجلس البلدي ليكن شريك في صنع القرار .
الانتخابات بمعناها الديمقراطي، تعني مشاركة جميع المكونات الشعبية، وتعني عدم انغلاق المجال السياسي العام، وتعني فتح الفرص امام وجوه جديدة للانخراط في العمل الجماهيري والابتعاد عن لغز التكرار بالوجوه الموجودة ، فهي حقيقة تضع المجتمع أمام رهان أرادة الاصلاح والحكم الرشيد.
الديمقراطية ليست مجرد لعبة مؤقتة للاستعراض المقيت، أنما هي فعالية مستمرة تملا المجال الحيوي العام بالسياسة، فهي لا تتوقف عند لحظة فرجة صناديق الاقتراع. الاجواء العامة تنذر بانه يمكن انتاج انتخابات وفقا لشروط ومعايير النزاهة والشفافية والمشاركة الشعبية الاوسع .
في النهاية نريد معركة انتخابية نزيهة تجري في اجواء التفاهم بعيداً عن مظاهر العنف وتاريخ يافة الناصرة يشهد بتآخي سكانها وقبولهم لنتائج الانتخابات .