أغنية لمدينة بحرية
شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف .
هذِهْ عروسُ البحرِ جمّلها الندى
بالقَطْرِ فانشرحَتْ وفاضتْ عَسْجَدا
لمّا تبَلّجَ فَجْرُها عن ليلها
نَطَقَ البهاءُ بسِرِّها فتجدَّدا
عَشِقَ المُتَيَّمُ غادةً محسودةً
فُتِنَ الشبابُ بها فعادَ وأنشدا
وتَزَيّنتْ طُرُقُ البلادِ بوهجِهَا
لما رأَيْنَ البُرْجَ يدعو المعبدا
عَلِمَ الأكابرُ أنَّ زَهْرَ جِنانِها
عَبَقُ دروبِها فجامَلَتْهُ سيِّدا
طَردَ النسيمُ الداءَ حتى صَدَّهُ
بَحْرُ الحمائمِ سائداً فَتَوَرَّدا
وبدا الكلامُ على مشارفِ شطِّهِ
قولاً حكيمًا طيّبًا فتفَرَّدا
ما بالُ هذا البَحْرِ يفتحُ قَلْبَهُ
سَعْدًا وينبِضُ كالهزارِ مُغّرِّدا
هذا الذي بَعَثَ النموَّ بسِحْرِهِ
وأثارَ مِن حُسْنِ البحورِ الأمردا
ونرى فرادَتَهُ ونعرفُ أنّهُ
بَحْرٌ عَهِدْنا إنّهُ مَهْدُ الندى