كانت جدتي رحمها الله وكنت أحبها جدا تقول لنا: كثير ألكارات قليل البارات: ونحن نقول لها صدقت لكن هيهات من يرضى بمثل هذا القول في وقتنا وزمننا زمن الحاسوب وشبكات اجتماعية كثيرة بل كثيرة الى درجة فوق الاشباع،وكلما سالت عن شيء يكون الجواب شو المشكلة افتح جوجل او انظر الامر في حاسوبك او افتح هذا واغلق ذاك وغير ذلك من الاقوال والتي هي في النهاية لا اول لها ولا آخر،وعندما تذكر له انه لا يجوز فقط الاعتماد على هذه الوسائل وان هنالك كتبا قام من الفها بالعمل الجاد وأورد المعطيات الدقيقة والصحيحة حتى لو اختلف الامر عن المعطيات في الحاسوب،يكون الجواب بعصبية وكلام لا يصلح ان تعاد الفاظه من جديد ناسين او متناسين ان المعطيات في الحاسوب هي من"صنع"الانسان وان كان هنالك خطأ فالانسان هو المسؤول اليس كذلك؟؟ فالمعطيات يتمَ تغذيتها للحاسوب بواسطة ألانسان أي العقل البشري وان كان هنالك أي خطأ فان الخطأ مردود وبالامكان إصلاحه وتصحيح المعطيات غير الدقيقة أليس كذلك؟ وها نحن نقف أمام هؤلاء الذين لا يرضون بأي تغيير فان كانت المعطيات"بيد ألانسان فانهم لا يفقهون ذلك وكذا ان كانت النتائج من الحاسوب فان اجوبتهم:الحاسوب ليس العلَي القدير"ونحن عندها لا ندري كيف نقنعهم؟؟!!
نحمد ألمولى عزَ وجل على أن الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد والتي جرت في أل-30 من شهر تشرين الأول الماضي انقضت على خير على الرغم من استمرارية اعمال الشغب والفوضى التي يعيتها نفر لا ندري لماذا وأكيد هو لا يعرف السبب الحقيقي لاستمرارية مثل هذه الاعمال والتي اشرنا الى ان المستفيد منها سوى ألشرطة و رجال القانون الذين سيحاولون دحض ما يوجه الى موكليهم من تهم لا أساس لها والمحاكم التي ستنشغل بمقاضاة مثل هؤلاء والذين في معظمهم ربما"لا شبق ولا عبق"في الموضوع،لكن يا جماعة ان يتم الاعتداء على الممتلكات والمركبات واطلاق الرصاص حتى على أبناء جلدتكم واخوانكم وأولاد بلدكم وقريتكم وبلدتكم وربما حتى من دينكم وانتماءكم ولون بشرتكم وقوميتكم ولغتكم ألخ من التعبير،هذه أمور مخجلة مهما كانت ألاسباب المؤدية لها وتذكروا أقوال رئيس الحكومة المرحوم دافيد بن غوريون والحديث بينه وبين الوزير المرحوم موشي ديان:لا تهتموا من "يقظة العرب العرب ألاسرائيليون سنجد لهم الحلول وما هي هذه الحلول؟ أجاب بن غوريون:نشغلهم بالانتخابات!! وهذا الكلام مدون وكان في سنوات الخمسين حيث كانت بعض المجالس المحلية في المجتمع العربي بعد النكبة كانت مجالس محلية وبلديات وبلدات منتخبة كمدينة الناصرة وشفاعمرو والرامةمثلا وبلدة كفرياسيف وكان عدد السلطات المحلية يعدَ على ألاصابع وكنت تشهد رئيسا منتخبا اليوم وبعد يوم أو أكثر يحدث انقلاب ويتم انتخاب رئيس جديد أو حلَ مجلس لان الائتلاف الموجود لا يرضى عنه في الحكومة واحيانا لاسباب تافهة جدا وكنا نحن كصغار السن نتفاجأ من اعمال كهذه لان انتخاب الرئيس يتمَ بواسطة الأعضاء والذين كان عددهم في بعض المجالس العربية ما بين 5-7-9 في السلطات القروية وفي البلديات يصل العدد الى 11 تصوَروا كم من السهل"اغراء"عضو مجلس أو تجري عمليات شراء الذمم بوظيفة أو تعيين معلم أو غير ذلك وحبذا من يتطوع ويجري بحثا اكاديميا على مثل هذه ألاعمال ويفتحون أمامه جلسات المجلس المحلي وما جاء فيها،ولا تنسوا أن مثل هذه الانقلابات ليس لها أحيانا ما يبررها،بل كان العديد من "ذوي"الشأن يحاولون قلب هذه الائتلافات لمصلحتهم هم وهؤلاء كانوا من السلطة واعوان الحكومة كما كانوا يسمونهم،وبناء عليه حدث تغييرحولوا مستوى مجلس كفرياسيف الى درجة-ب-تحضيرا لحل المجلس ومحاولات التآمر عليه،أما ألآن فان كنتم تعتقدون ان الوضع افضل بكثير فانتم على خطأ خصوصا ان كان الامر يتعلق بمجلس كفرياسيف المحلي والذي تارة أرادوا تنفيذ مخطط الدمج البغيض مع جارتنا قرية أبو سنان أو المخطط الأكبر"غايا"مع القرى المجاورة واستطاع المجلس بادارته الواعية المحافظة على البلدة بالابقاء عليها مستقلة لان المجلس البلدي هو أول مجلس يقام في زمن الانتداب البريطاني عام 1925 وحاولت السلطة بكل وسائلها الاعتداء"على هذه الاستقلالية،لكنها فشلت بسبب التضامن الكبير والوقوف صفا منيعا أمام جميع ألمؤامرات السلطوية من أهالي وسكان القرية وغيرهم من الذين دعموا الى حين اعادة الوضع على ما كان ةعليه وابطال قرار وزير الداخلية بإعادة استقلال المجلس وان يبقى درجة أ بدلا من درجة-ب-لكن للأسف الشديد عندما يتَم الحديث عن الانتقال الى البرامج الجديدة وقانون الانتخاب المباشر لرئيس السلطة مثلما كان ألامر لرئيس الحكومة بالانتخاب المباشر عندما رشَح نفسة عضو الكنيست السابق عزمي بشارة وخاض الانتخابات لرئاسة الحكومة منافسا وبالطبع لم ينجح،لكن قبل ذلك بسنوات تمَ سن قانون الانتخاب لرئيس السلطة المحلية على ان يخوض الانتخابات بقائمة مستقلة عن قائمة العضوية ومؤخرا فكروا في أنه يتوجب على الذي يريد المنافسة على رئاسة المجلس أن تكون له قائمة عضوية ويفوز على ألاقل بعضو الامر الذي كان من شأنه التقليل من أسلوب شراء الذمم بان قسما من مصوتيه و وفي السياسة مؤيديه للرئاسة يوجههم الى التصويت لقائمة العضوية التي ستدعمه للرئاسة،ومما يشار اليه أن الغاء هذا الامر حاليا سينفذ مستقبلا؟؟!!
ألآن باتت الانتخابات من ورائنا وكذا ما تمخض عنها،هكذا يجب أن نكون وليس من المقنع أن تستمر هذه المناكفات والتنافس والتفكير في ما حدث وصار،بل يجب التفكير في العد التنازلي للانتخاب المقبلة وان ننسى الخلافات جميع الخلافات فنحن أبناء بلد وشعب واحد لا فرق بين هذا وذاك ان كان من الذين ناصرونا ودعمونا أم من غيرهم فكل قرانا بحاجة الى العمل ولا تنسوا تناسي جميع الخلافات مهما كانت وحتى لو ان هذا المرشح قدم واعلن النيَة في التنازل عن خوض الانتخابات للرئاسة وبعد ذلك غدر هذا أمر غيرمقبول ويسمى بلغة العلوم السياسية خيانة غدر وتضليل وإساءة كما يقول الباحث لوبان حتى لو أن ذلك أدى في نهاية المطاف الى فشل المرشح،اللعبة السياسية ليست غدرا ولا خيانة،بل تنافس حرَ سليم وبمصداقية،صحيح انه لا يوجد مع الناخب أثناء قيامه بالاقتراع وألادلاء بصوته خلف الستار وليس معه الاضميره الحيَ ان وجد؟؟!! وفي كل انتخابات هنالك من يفوز ومن يخسر ويتوجب على الخاسر أن يهنئ الفائز وينسى كل منهما ما حدث قبل فترة الانتخابات وبقلوب نقيَة يهما مصلحة البلدة ويسود التسامح وتبقى المحبة والود والعمل المشترك المستقبلي لأننا بحاجة الى عمل وعمل كثير ومراجعة ما انجز وما نحن بحاجة اليه وليس من غير المعقول ان يدعو الرئيس المنتخب الى ائتلاف شامل همه مصلحة المواطن من توسيع المسطح وحل أزمة الإسكان ليس فقط للازواج الشابة،بل للجميع وبناء المؤسسات التعليمية والتربوية والرياضية وحل المشاكل التي هي بحاجة ملحة الى الحلول ألآنية فقرانا وبلداتنا بحاجة الى أن يشمَر الرئيس المنتخب والأعضاء سواء كانوا من الجدد أم من القدامي ورص الصفوف وتناسي الماضي وما يحمله في طياته من تداعيات لأننا اصبحنا بعد الانتخابات أولاد اليوم اليس كذلك يا منتخبين؟؟انارة البلدة أمر هام جدا وحل مشكلة العنف لا يقل أهمية وبناء المدارس والمؤسسات وإيجاد ألاطر للمسنين ولذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والحفاظ على البيئة ونظافة القرية وكروم الزيتون والاهتمام بالمواطن والاستماع الى ما يؤلمه وتوثيق الصلة مع منتخبي الجمهور من العرب واليهود وأعضاء الكنيست العرب وخاصة من القائمة المشتركة والتي أتمنى أن تستمر لانتخابات الكنيست المقبلة،شمروا عن السواعد وهياَ الى العمل المثمر والمفيد للجميع والكل سواسية دون تفرقة أو تمييز ويا أهلنا في هذا المجتمع الانتخابات أضحت من ورائنا والعمل ينتظرنا وهوليس بالعمل السهل فكروا مليَا بكل خطوة تقومون بها وبكل تصريح تدلون به،السطة المحلية بحاجة الى الوقت والوقت الكثير وانتم يا من انتخبتم لا تظنوا أن المسالة سهلة اعملوا على دوام المحبة والتسامح ولا مجال للتفرقة فنحن مسلمون ومسيحيون ودروز أبناء شعب واحد لنبقى موحدين أمام ألاجواء العنصرية والتفرقة والتمييز يكفينا قانون القومية العنصري والتدريج الذي هو خاص بنا تدريج الله أعلم كم؟نحن الاصليون وسنبقى موحدين ولا تدعوا أية فرصة لتفرق بين أبناء القرية الواحدة بغض النظر من فاز أومن خسر ومن هنا نتمنى الصحة والعمل المثمر والعمر المديد وكل خير وألف مبروك لمن فاز وحظ أوفر لمن يفز واعملوا لان عملا كثيرا ينتظركم والوحدة ضرورية وكذا التسامح والوفاق.