بلدتي هي بستان من الجنة وأهلها أصحاب هذا البستان
كثيرة هي الأمور التي تجعلني اتباهى وافتخر ببلدتي البقيعة وبسكانها الذين لطالما اظهروا محبتهم وتعاضدهم وتآلفهم فيما يخص النسيج الاجتماعي العام والمواقف المشرفة الخاصة والعامة .. وها هي بلدتي الوادعة تمر منذ بضعة أيام , كباقي البلدان , في الحملة الانتخابية المحلية , وتجعل من هذا الحدث الذي هو في طبيعته مشحون ومتوتر ومليء بالمشاجرات , عرسًا ديموقراطيًا تطغو عليه المحبة والاخاء , ويعمل السكان , مشكورين , على تخفيف وطأة هذا الحدث بتقديم الضيافة المعهودة والمشهودة لجميع السكان دون التفرقة بين انتماءاتهم وتحزباتهم السياسية , فكنت ترى الطواقم الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك تقوم بتوزيع المياه والقهوة , وحتى المأكل , على جميع الناس وليس على جمهور مؤيديها فحسب , وهذا كاف كالف دليل ان يثبت مدى اصالة ووحدة وتكاتف البقعاويين .
والاجمل من هذا , ما شهدته البقيعة في الامس حيث عينت مراسيم جنازة الشيخ الوفي التقي أبو اسعد سلمان اسعد حيساوي في الساعة الواحدة ظهرا بعد ان فارق الحياة في ساعات الصباح الباكرة , وفي الساعة الثامنة توفيت اختنا الفاضلة المرحومة ام اياد عفاف صالح عامر / علي , فأبى زوجها وأهلها الكرام بتعيين مراسيم الجنازة في نفس الوقت اياه ( الساعة واحدة ظهرا ) احتراما لعادات هذا البلد وراحة للمشيعين الأعزاء , وبعد ذلك حضر الى بيت الشعب اهل الفقيد الشيخ الديان المرحوم أبو صالح احمد صالح فضول الذي وافته المنية اول امس , ليجلس احدهما محاذاة الاخر ويكونوا معا لملاقاة وفود المشيعين .
هنيئا لنا على ما نحن عليه من تصرفات حميدة تنحني لها الهامات , ولا يندى لها الجبين , ولتبق البقيعة منارة وحضنا دافئا للجميع .
د. سلمان خير