يا ستائر الليل اظهري، واخفي عيوب العشاق، واستري. أيها الليل، أسدل ضفائرك الطويلة، وأشعل الأفكار العميقة المستترة. فالآلام والأوجاع لا تظهر الا عند حلول الظلام. وكأن القمر الأبيض الناصع المحاط بالسواد الدامس يشكل بلورةً زجاجية مسحورة. إنها توقظ الآلام من سباتها أثناء الليل. فيبدأ العقل في التفكير، وتأخذ الأفكار بالخروج، وتستمر؛ حتى يتغلب عليها النعاس. لكنها فترة طويلة، يرهق الجسم منها بالكامل. فالحرب بين النعاس والاستيقاظ أمر صعب للغاية. وجميعنا تذوقنا طعمهما المر. فهما مران كمرارة نبات العلقم. هل من يجتاح أفكارنا يستحق امتلاك عقولنا لساعاتٍ، دقائق أو ثوانٍ؟ فهو من زرع فينا بذرةَ الألم والحزن والغضب. وهو أيضًا من جعلنا نحاول الانتقام. وأبعدنا عن الرحمن رب العباد. فهل يستحق التفكير فيه ولو بمقدار ذرةٍ؟ فلتدر،أيها الزمان، ولتعط لكل إنسان ما أعطى. وليأخذ كل شخصٍ نصيبه من العلقم والعسل. فمن يستحق العلقم، فليكن الأكثر مرارة، ومن يستحق العسل، فليكن الأكثر لذة.
هنالك عدة أشخاص يمرون في حياتنا. قسمٌ منهم دائم الكآبة، والقسم الآخر دائم التفاؤل. فكل من يمتلك طاقةً سلبيةً، ويبدأ يومه في تلك الطاقة: الحزن، الغم،الكآبة، التعاسة والأنين. فلنقذف به بعيدًا خارج حياتنا. ليس نوعًا من الأنانية أو النرجسية، ولكن، إن تصادفنا مع شخص، يحمل الكثير من الطاقة السلبية أو القليل، منها فهذا سوف يؤثر علينا وعلى مشاعرنا. حياتنا، مهما كان مقدارها، وعندها طاقتنا الإيجابية، ستأخذ بالنقصان، كلما قضينا الوقت مع صاحب الطاقة السلبية. وستنتقل طاقته السلبية لنا. سنعاني من الحزن والكآبة من غير أن ندرك سبب ذلك. وينتهي بنا المطاف محبطين. فلنقذف في جميع من يحاولون أذيتنا خارج حدودنا. فروحنا حرة، لا تحتاج من يحاول سلبها الحرية. فمن لا يستحق البقاء في بلاد العندليب، فليخرج بشيمائه، قبل أن تداس كبرياؤه، ويحطم كيانه. فبلاد العندليب لا تستقبل الغربان أو الذباب، ولا يضر سكانها الناقد أو الحاسد. فلا وجود للأساليب في بلاد العندليب، و لا يستطيع كلاهما المس بأهلها. فالأول يصحح مسارهم، والآخر يزيد من إصرارهم. لس نوعا من التكبر أو العجرفة، لكنها حقيقة صارمه. فالمسامح قلبه كبير، والحقود في حقده يضيع. الحياة لا تغير من حالة الأنسان، وإنما تكشف مع مرور الوقت ما خبأه عنه الزمان.