كزهرة نمت، وتفتحت أوراقها؛ لتعانق أشعة الشمس. نثرت عبيرها؛ لتشارك به من حولها.
كنحلة طنانة حلقت ليلا ونهارا؛ لبناء خليتها وعسلها المغذي.
كفراشة زاهية الألوان تحلق في المساء فرحانة. ولا تزيدها الا جمالا،
كطير مغرد، يطل على نافذة صغيرة، يلتقط الأغصان الصغيرة، ويبني عشه مزقزقا.
تقطف الزهرة إعجابا بها. يمر القليل من الوقت، فيمل منها، وترمى على الارض بجانب صخرة. فما ذنب تلك الزهرة؟
تقع الخلية على شجرة، وبانتظام يخرج النحل منها بحثا عن رحيق زهرة، فتنثر غيمة سوداء من غير سابق إنذار؛ لتقتل النحل، وتسلب منه عسله. فما الذنب الذي اقترفته تلك النحلة،إلا أنها عملت بكد ومن غير ملل أو كلل؟
تدخل إحدى البيوت ظنا أنه مرحبا بها، وهي لا تعلم عن عدم وجود مخرج. وإذ بها ترفرف بجناحيها إلى زجاج نافذة ظنا بأنها تحلق نحو الحرية من جديد. وتعجب بإحدى الورود مقابل الجهة الأخرى للزجاج،وينتهي بها المطاف بضربة حذاء، تنهي حياتها. فما الذي اقترفه ذلك الجمال....
بحثا عن الطعام لزغاليلها، تقع في فخ للطيور، وتبقى أسيرة في قفص. ينتظرها فراخها مزقزقين جائعين! ويطول انتظارهم. فهنالك من سلبها حريتها. ...
لا يعلم هذا العالم القاسي أن يدع كل كائن يعيش بسعادة. فمهما أعطيت، تتلقى بالمقابل أسوأ مما تتوقعه. فاخفض سقف توقعاتك؛لكي لا ينهار، وتتدمر!