صادف هذا الأسبوع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة أو للمعوقين كم يحلوا للآخرين ألتسمية وتشمل هذه المناسبة العديد من الفعاليات والنشاطات للتعريف بالمذكورين وباحتياجاتهم وهذه الفعاليات والنشاطات ستمتد وتدوم حتى ألعاشر من الشهر الجاري،ومن المعلوم بأن نسبة هؤلاء تصل الى نحو%23 في المجتمع العربي بينما هذه النسبة في المجتمع اليهودي لا تتعدى%13 على الرغم من أن عددا منهم أصيبوا أثناء تأديتهم الخدمة العسكرية أو غير ذلك،وأن ألنسبة المرتفعة من ذوي الاحتياجات الخاصة هم من أهالي النقب العرب الذين يتزوجون من الأقارب وهذا ينطبق ليس فقط على العرب-البدو هناك أو في منطقة الجليل،وأنه بات من الضروري التقليل من نسبة زواج ألاقارب، لكن لا يمكن التغلب على هذه الظاهرة فالانسان لا يعرف متى وأين ومن نصيبه وان وقع الشاب في حب فتاة فانه في البداية لا يهتم بمدى قربها منه من الناحية العائلية، لكن هنالك عدة طرق لتفادي هذا الامر ومنها زيارة لطبيب مختص يفحص الملائمة والدم والانعكاسات المستقبلية الطبية، لكن أمر وفحص كهذا لا يحل المشكلة، لكنه يقلل من أن يكون المولود ربما عرضة ليولد ومعه مشاكل، وأن الذين يقومون بإجراء الفحص الطبي وهو امر هام ومهم ويتوجب على كل من يكون مقبل على الزواج اجراء فحص دم وهنالك العديد من الحالات التي هي"هيك" صار وينصح ألاهل من قبل الطبيب المعالج بإمكانية اجراء عملية تخلص من الجنين ان كان الحمل في المراحل ألاولية، لكن الغالبية تعارض ألاجهاض وبعد مشاورات ومداولات واستشارة غالبا ما تقرر ألام ألاستمرار في الحمل لتلد المولود على الرغم من أنها تعرف بانها ستواجه مشاكل وهي ليست بقليلة بتربيته وكثيرا ما يشار الى ان المولود سيواجه صعوبات جمة ولا يعمَر طويلا وتبقى العائلة بعد الولادة تعاني ألامرين والله يعينهم على تربيته والاعتناء وألاهتمام به،وهنالك الكثير من المشاكل التي تحدث في ما بعد جراء وجود شخص في العائلة من ذوي ألاحتياجات الخاصة،صحيح أنه في ألسنوات ألاخيرة هنالك العديد من المؤسسات التي تعنى بمثل هؤلاء، دون أن نبدي ألرأي عن هذه المؤسسات وكيفية تعاملها والعاملين فيها وما مدى ملائمتهم وهل تلقوا التدريب المهني والعملي والدراسة المناسبة؟ أم مجرد مكان عمل ودراهم معدودة لا تفي بألاحتياجات،بل لضرورة الواقع.
هل فكرتم من هو المسؤول ألاول وألاخير عنهم؟الدولة هي ممثلة بالحكومة والوزارات ذات ألشأن ورصد ألاموال والميزانيات للعاملين في ألاماكن والمؤسسات التي يعالجون فيها ولا تظنوا أن الاهتمام بهم هو أمر سهل؟لا بل هو صعب وأحيانا صعب جدا ومحبط في بعض الحالات،لكن بتلقي التعليم والتدريب المناسب في الجامعة في مجال التخصص بالتعليم الخاص وعلم النفس وغير ذلك من المواضيع النفسية وعلم ألاجتماع في نهاية المطاف يكتسب المتعلم الوسائل والامكانيات والمهارات للاهتمام ومعالجة هؤلاء،وان ظننتم بأن هذا سهلا فانتم مخطئون،والعمل معهم في هذه المؤسسات يتطلب أيضا تلقي رواتب مناسبة أكثر من الرواتب العادية والمحفزات وارسالهم الى دورات الاستكمال والأيام الدراسية العلمية والمهنية وهي ليست بقليلة العدد، وأن الرواتب التي يتلقونها من المشغلين الحد ألادنى من الأجور غير كافية لاستقطاب متخصصين للعمل والرعاية والاهتمام،ولا ننسى المراكز التي يعالجون فيها أو يقضون معظم أوقاتهم فيها كمؤسسات داخلية ومدارس يتلقى هؤلاء التعليم الممنهج وغير الممنهج ويكتسبوا المهارات والامكانيات لمواجهة الأوضاع التي هم فيها من توفر اخصائي نفسي ومعالج ومدرسون ومراقبون وطبيب نفسي وسايكوتيرابيست ومعالج بالفن والموسيقى وغير ذلك من المعالجين،لقد توقعت عندما تمَ الحديث عن العاملين وتخصصاتهم أن نجد هؤلاء وبساعات عمل كافية ومناسبة في هذه المؤسسات،وليس مجرد أن القائمين عليها أو أصحابها الذين حصلوا على الامتياز وفازوا"بإيواء"أو الاهتمام بهم مقابل ميزانيات واموال كافية وليس بهدف الكسب المالي،وهذا ليس انتقادا،بل هو شكر لهم لان باستطاعتهم العمل معهم في هذا المجال وحبذا لو استطاعوا ألاخذ بيدهم ويخرجوا من المؤسسة بعد أن يكونوا قد تعلموا مهنة،لان العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة بإمكانهم التعلم والتقدم والعمل مثلهم مثل غيرهم والانخراط في أي عمل يحسنونه لان الكرسي لا تمنع أو تعيق من يجلس عليها من القيام بواجبات العمل وان من بين هؤلاء من استطاع الدراسة الجامعية والتخرج وبنجاح كبير وأحيانا بنجاح باهر ويبحث عن عمل مناسب له،العمل ربما يكون متوفر،لكن المشغل لا يرغب باستيعاب شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف الحجج والأسباب،وعليه يتوجب على الدوائر والمؤسسات تخصيص نسبة معينة من الوظائف تتلائم مع تشغيلهم بحيث يتوفر في مكان العمل حمامات ومداخل للغرف تناسب كما أن المشغل يتوجب عليه فحص المهارات والمعرفة التي بيد المتقدم للعمل وليس كونه مقعدا أو أنه يعاني من مشكلة صحية أو أي نقص آخر يعيقه،لكن لا يعيق عمله أو القيام بأي مهمة تلقى على عاتقه في مكان عمله.
على الغالب معظم المؤسسات والدوائر الرسمية وغيرها أكيد لا ترغب في استخدام هؤلاء وبعد سنَ
القوانين التي تلزمهم بالتشغيل نلاحظ وجودهم،فان رأيت شخصا يسير وبيده عكازة ويعمل هذا أمر حسن وجميل فلنأخذ بيده ونساعده على القيام بالواجب المهني والاجتماعي الملقى على عاتقه ولا توجد احصائيات عن نسبة وعدد الذين تمَ اسيعابهم للعمل،أما في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة من المجتمع العربي فهم بلا شك يعانون ألامرين كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وعربا تسري عليهم القوانين المميزة بحقهم كعرب وعدم حصولهم على المساواة التامة مع اليهود في هذه الدولة وعليه فان قضية إيجاد العمل المناسب لهم والاستيعاب هو أمر ليس بالسهل وأحيانا من سابع المستحيلات ان كان الامر يتعلق بوظيفة محترمة في أية دائرة حكومية أو سلطة محلية أو بلدية ما،ذوي الاحتياجات الخاصة في دول غير في دول أخرى وضعهم وأمرهم مختلف ويلقون الرعاية والعناية الضرورية وتراهم في أماكن العمل المختلفة(ونحن لا نتحدث عن المرضى من هؤلاء والذين بحاجة الى رعاية وعناية خاصة)بل عن أشخاص عاديين حصل لاحدهم حادث طرق أو تمَ بتر رجله أو يده او كفيف البصر وليس البصيرة أو غيرهم يتوجب علينا ألاهتمام بهم ولينسجموا بيننا ويعملوا مثلنا في المجالس السلطات المحلية وفي غيرها من أماكن العمل لمن يستطيع ذلك،ولغيرهم تلقي راتبا شهريا كافيا لاعالته وعائلته ليس صرف مبالغ لا تسمن ولا تغني!!!وغنَي عن ذكر المظاهرات والنضال الذي قاده هؤلاء لتحقيق حقوقهم،لكن دون جدوى فهذه الحكومة آذانها صماَء لا تسمعهم ولهم،بل تستمع لغيرهم وتذكروا التظاهرات وألاحتجاجات التي قام بها هؤلاء في محاولة لتحسين المخصصات والرواتب التي يحصلون عليها،ولا تنسوا ضرورة توفير المنازل والبيوت الملائمة والمناسبة لهم ولاحتياجاتهم اليومية مثلهم مثل غيرهم وتوفير المبالغ والأموال المناسبة لشراء هذه البيوت،أو أن يكون لهم منازل خاصة أقيمت بما يتناسب واحتياجتهم،وليس التفتيش عن حلول كما هو الحال؟وحيث أن هذه الأمور نادرة في المجتمع اليهودي فهي شبه معدومة في المجتمع العربي أليس كذلك يا رؤساء سلطات وغيركم؟؟ ضعوا ذلك ضمن خطتكم وبرامجكم المستقبلية بعد أن فزتم بالرئاسة.
كثيرة هي ألمطالب والمتطلبات والطلبات لذوي ألاحتياجات الخاصة،لكنهم مثلنا بحاجة الى العمل والمنزل والانخراط في الحياة العامة وفي المؤسسات ولا تنسوا أنه يحق لهم امتيازات ومساعدون ومرافقون ومعاونون في البيوت ومعلمون مرافقون لمساعدتهم في تحضير الدروس والوظائف البيتية في بيتهم وتوفير كل ما هو مطلوب لاي أنسان آخر مثلهم مثلنا لا اختلاف ولا تفرقة أو تمييز في جميع نواحي الحياة وبامكانهم أن يتسلموا أي منصب ملائم حتى منصب رئيس دولة أو رئيس حكومة وعضوكنيست ورئيس حزب وان تصرفنا بانهم مثلنا مثلهم ولا تفرقة فان كثيرا من ألامور تجد حلا لها وعلى الحكومة الاستجابة لجميع مطالبهم من رواتب ومعالجة طبية وتسهيل دخولهم الى مؤسسات صناديق المرضى والمستشفيات وجميع الدوائر والمؤسسات الحكومية وحتى المصالح الخاصة يتوجب عليها توفير مدخل خاص بهم والوصول الى داخل الحوانيت بسهولة دون أية إعاقة أو عقبات توضع امامهم ولتكن طريقهم وطريقنا واحد في جميع نواحي الحياة نعيش معهم وبينهم وهم معنا وان الفعاليات والنشاطات التي نظمت للتعريف بهم وباحتياجتهم لهي من ألامور الهامة لنثبت باننا مثلهم وهم مثلنا في ألاحتياجات من المسكن ومكان عمل مناسب ورواتب وغير ذلك من ألامور الحياتية وأمور المعيشة.