إنها الانسانية يابنوا آدم..تنتهك وتذوب في زحام الحياة وتصبح أخبارا وأعدادا تذكر لساعات ثم تمضي مع الركب...
قبل أسبوعين يارا أيوب من الجش فارقت الحياة بعملية قتل وحشية همجية ...
وبالأمس إيمان عوض من عكا وجدت مقتولة داخل شقتها وعلى جسدها آثار عنف...
وغدا.. (من؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين) ستكون الضحية ؟؟!!
وكما جرت العادة.. كل فترة قصيرة لنا موعد مع قصة جديدة من قصص مجتمعنا الدموي..
فجعنا ظهر أمس بخبر مقتل "إيمان أحمد عوض" (26 عاما) التي وجدت في شقتها تنازع الحياة بعد تعرضها للطعن والتعذيب بطريقة وحشية، حيث وجدت على جسدها طعنات بالسكين وآثار عنف...
وهرعت الطواقم الطبية الى منزلها في شارع "هرتسوغ" في عكا، محاولة إنقاذها لكن إنتقلت إيمان الى جوار ربها تاركة خلفها طفلة صغيرة، وعائلة مكلومة، وزوجها الذي أوقفته الشرطة للتحقيق معه.
"إيمان عوض" هي الضحية رقم 25، ومجتمعنا يترقب الضحية رقم 26، هل ستكون في عام 2018 أم ستفتتح عام 2019 بقصة جديدة..
وهذا هو حال مجتمعنا..
أهذه هي الأمة التي بكى الرسول صلى الله عليه وسلم شوقا لرؤيتها؟؟!!
ألهذا الحد أصبحت روح الإنسان رخيصة؟؟ تسفك الدماء وتنشر أخبار القتل و تنتهك حرمة الأرواح والبيوت، وتسير الحياة دون أي تغيير يذكر؟
هل المسيرات والإضرابات وكلمات الشجب والإستنكار والتنديد ستغير من الواقع شيء وتوقف هذه الجرائم؟
فالنفترض أنه لايضيع حق وراءه مطالب... إذا أين هي المطالب!!!
هل مواقفنا الانسانية بالتعاطف والحزن وحدها تكفي؟
هل سيأتي علينا يوم تتكاثف فيه جهودنا ونقف صفا تلو الصف لنطالب بفرض حكم الإعدام ضد المجرمين، او على الأقل نطالب بحل الحكومة الفاسدة التي بفسادها وتقاعسها تدعم وتساهم في تفشي الجريمة بشكل أوسع و أسرع؟
هل وقفت الحكومة عاجزة أمام هذه المشكلة ؛ في حين أنه لديها إمكانيات مادية وإقتصادية لتدعم الكثير من الحلول والخطط لملاحقة الجناة ومرتكبي الجرائم؟
من جهتي أحمل كافة المسؤوليات لرئيس الحكومة الفاسد "بيبي نتنياهو"، ووزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن تطبيق القانون وحفظ النظام العام بقيادة "جلعاد اردان" الذي كان له موقفا سلبيا تجاه ظاهرة انتشار السلاح في المجتمع، حيث أبدى دعمه سابقا لتسليح الإسرائيليين، وأمر بمنح تسهيلات لطلبات الحصول على تراخيص للسلاح من قبل الاسرائيليين الذين خضعوا للخدمة العسكرية في الجيش.
يمكن للحكومة بالتعاون مع الشرطة ان تفرض خطط محكمة لملاحقة الجناة ومتابعة القضية للوصول الى حلول جذرية تنهي هذه الآفة الإجتماعية من جذورها، وتمنع حدوث مثل هذه الجرائم بفرض أقسى العقوبات ضد المجرمين، لكن للأسف هذا ليس من أولويات الحكومة والشرطة..
الخطابات والكلمات كثرت ولم تجدي نفعا يذكر، نطالب الآن بحل أسرع وأقوى للقضاء على هذه المشكلة الوعرة، تتمثل بحل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، للقضاء على بؤرة الفساد في البلاد "بنيامين نتنياهو" وحكومته الفاشلة التي عززت من العنصرية وقللت من قيمة الانسان، و الشرطة العاجزة التي تدعم الجريمة بالتقاعس والتخاذل عن ملاحقة المجرمين واتخاذ اقسى العقوبات بحقهم لإنهاء هذا الكابوس الذي يهدد حياتنا وأمننا واستقرارنا.
وأصبح من الواضح أن جرائم القتل تتم بستار من الحكومة التي تدعم هذه الآفة الإجتماعية، وتعجز عن الضرب بيد من حديد لتكون من أولوياتها فرض النظام والأمن والأمان والقضاء على آفة العنف والقتل.
"إيمان عوض" ماهي الا ضحية تحمل الرقم 25 تحدثنا عنها قبل اسبوعين ولم نكن نعرفها، ذكرناها بسؤالنا (( ترى من هي الضحية القادمة؟؟))، ونفس السؤال الآن يطرح نفسه عن ضحية تعد أيامها الأخيرة وتستنكر جريمة قتل ايمان وستنتهي حياتها بجريمة أيضا، ولا تعلم أنها تحمل الرقم 26، وتتسائل ترى من هي الضحية القادمة؟؟؟