لذكرى مطرب المطربين الأستاذ وديع الصافي
شعر : الدكتور منير توما - كفرياسيف
رَقَصَ الكَنَارُ على الزهورِ النُعَّسِ
لما شدا في القَوْمِ «صافي» الأَنْفُسِ
وحلا فَرَدّدتِ البلابلُ نَغْمَةً
وتلفتتْ طربًا وجُوهُ النَرْجسِ
وغَرّدتِ الأطيارُ مِن أعشاشِها
تُفْصِحُ عن غُرَرِ الغِنَا المُتَقَدِّسِ
أضفى عليها «الصافي» جودَ نياطِهِ
فبَرَزْنَ بينَ مُخَمَّسٍ ومُسَدَّسِ
وسما «الوديعُ» على دوائرها وقد
غنّى فَحَيَّتْهُ بثَوْبِ السُنْدُسِ
المطربُ الباقي الذي في فنِّهِ
عرفَتْ عِبَادُ اللهِ أَمتَعَ مَجْلِسِ
هو صافي الصوتِ المُتَوَّجُ مَنْ بدا
إنسانُ صافي منهُ نظرةَ مُؤنِسِ
عَظُمَتْ وسُرَّتْ منهُ روحٌ حُرَّةٌ
بروائعِ الألحانِ لم تَتَنكَّسِ
متسربِلٌ بالكَهْرمانِ وتوبُهُ
يبدو مِنَ «النجوى» بأحلى طَيْلَسِ
لم تَضْجَرِ الحفلاتُ منهُ لحظةً
شَرُفتْ بتكريمِ أصيلٍ كَيِّسِ
هذا بهاءُ الفطنةِ الحرُّ الذي
بصفاءِ أوتارِ المُفَرِّحِ قد رُسِيَ
ما زالَ يشتاقُ الغِناءُ لصوتهِ
مثلَ النبيذِ يزيدُ طَعْمَ الأكؤسِ