رماح يصوبها معين أبو عبيد خاطرة بعنوان " صفاء السماء في عينَيها "
في مقتبل العمر، طويلة قامتها، شعرها طويل أسود، وجهها كالبدر وملامحها تثير الشفقة والقلق. في أعماقها نار متوهجة وفي ابتسامتها المصطنعة عظمة وسحر. من ينظرْ إليها ينسَ الهموم والأحزان ويعِشْ في عالم آخر لا يشبه عالمنا الشائك والمعقد.
تتكلم بألغاز مبهمة، وقواميس الكون لا تستطيع أن تحل رموزها. عيناها العسليتان بحيرتان بلون الغيوم تشعّان نورًا وأحيانًا تبدوان، من زاوية أخرى، شبه جافّتين، تستطيع أن تسقطا وتغرقا أمهر الغواصين والسباحين.
نظراتها المطولة المحدقة بالسماء والنجوم وكأنها تخاطب خالقها والملائكة مستغيثة بها طالبة الرحيل بلا رجعة. ترقبت حركاتها بلهفة وبتمعن وخاطبتها بلغة لا تسمع ولا تفهم: اعلمي أن في الطبيعة الخلابة حبًّا وعطاءً، وليس في أبناء البشر، فليس هنالك طريق للسلام، بل إن السلام هو الطريق.