مما لا شك فيه ان مجتمعنا العربي وليس فقط في هذه البلاد هو مجتمع على الغالب محافظ واحيانا محافظ جدا في كثير من الأمور وان التفكير والتخطيط ووضع هذه المخططات على الورق لتصبح في ما بعد قابلة للتنفيذ أمر صعب واحيانا صعب جدا، ولا توجد أسباب او مبررات لهذا الامر فالإنسان الذي يريد ان ينفذ خطة او امر معيَن يتوجب عليه أولا ان تكون لديه فكرة ومع الوقت تختمر هذه الفكرة لتصبح رأيا ويتبلور هذا الراي ويوضع على الورق ليبحث ويناقش ويجرون التعديلات بعد المناقشات والشرح والدراسة وبعد وضع الملاحظات واجراء التعديلات ان كانت ضرورية بعد قبول هذا الراي او رفضه تحين ساعة التنفيذ وتترجم من الورق الى التنفيذ وكل ذلك بعد تقديم جميع ألاراء لذوي الشأن والاخذ برايهم أو عدم ألاخذ برايهم ويبدأ العمل لينفذ اما على مراحل أو دفعة واحدة.
في الماضي عندما كانت العائلة تريد ان تزوج ابنا لها وليس لديهم المكان المناسب والمساحة الجغرافية،كانت العائلة تتنازل عن حيزَ او مساحة من الأمتار ان وجدت،والا فان المكان المناسب يكون في زاوية من زوايا البيت الكبير أي العقد يضعون خزانة ألاسرة وتشكل حاجزا لينام من تزوج في هذه الزاوية وينعم بما استطاع اهله ان يوفروه له ولعروسه المصون،وهذا التخطيط في تخصيص هذه الزاوية حتى ولم يرق للعروس في البداية،الا انه كان محفزا على العمل الدؤوب والتفتيش عن حلول مستقبلية،ومن لا يصدَق هذا ليسأل كبار السن ان وجدوا او غيرهم من المطلعين على هذه الأمور مثلنا ولدينا ألامثلة والاسماء،لكن حفظا على الخصوصيات نمتنع عن الإشارة الى ألاسماء،واحيانا كانت هذه الحلول لا تروق للعروس أو لاهلها!! ألامر الذي كان يدفع الزوج الى التفتيش عن حلول بإضافة ألواح من الزنك أو ألخشب تغطي في ما بعد بشادر ليقي هطول الامطار وفي الداخل كانوا يتدفأون على النار اما بواسطة أقراص من الجفت الذي احتفظوا به من المعصرة(لم تكن في ذلك الحين بوابير لصهر ودرس وعصر الزيتون)وكان الواحد يحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بأكثر عدد ممكن من أقراص الجفت كانت توضع بانسجام واتقان القرص معاكس للآخر على شكل قبو،وكم من مرة كانت هذه"البيوت"غير آمنة لنزول مياه ألامطار من سقفها وكانوا يضعون الصواني والطناجر التي كلما امتلات افرغوها في الخارج حتى لو كان الطقس بارد جدا ومؤذ،ومن لم يتمكن من هذا الحل كان أحيانا ينام عن دار عمه اما هو أو الأولاد وألزوجة، ومن توفرت لديه الإمكانيات كان يشتري خيمة وبساط يوضع البساط فوق ألواح الزنك أو التوتيا وهذا البساط يقي من الامطار لانه مصنوع من جلد الجمال أو الماعز ألامر الذي يحول دون اختراق مياه الامطار،اما بالنسبة للوقاية من البرد فكانوا يلبسون كل ما لديهم أي كل ما في الخزانة ويتجمعون حول موقد النار يفركون أيديهم وكانت الأمهات يحضرن ارغفة الخبز لتسخن على النار ويتناولون طعامهم سواء كان ذلك فول مدمس أم حمص أو بيض مقلي في أحسن الحالات وكانت الام تزيد من الزيت ليغرق الصحن وتستنجد ببعض الفجل والبصل وحبات من الزيتون وكلهم يغمسون من نفس الصحن وتضع الام القلة أو الشربة مملوؤة بالماء تعطيها لمن يجيد ألشرب منها مباشرة، والا فهي تمده بطاسة أي كأس من المينيوم أو توتيا يشرب منه،وهكذا تتناول العائلة الوجبة شاكرة متشكرة لجهود ألام والبنات والكنة الجديدة التي تحاول امرأة عمها أن تعلمها عن وحول التعامل مع العم أبو الزوج والذي يخصونه بالقهوة في بكرج يصبَ منه له ولزوجته وللضيوف ان وجدوا! وكان طعامهم بيض مقلي مع زيت كثير وباذنجان مقلي أيضا وصحن كبير من الصلطة اما فجلا مبروش وبصل ورق وحبة بندورة ان وجدت وأرغفة تسخن على النار والتحلاية عبارة عن طتطلي اما تين أو عنب ولا ننسى علبة التتين- الدخان التي كانت تعدها الزوجة والقداحة التقليدية أو تقول له الزوجة:توتن وسوجر واشعلها من الكانون يا زلمي،وبعد ان تجمع الكنة والبنات ألاواني(لم يكن في تلك الفترة صحون وأدوات وأواني تستعمل لمرة واحدة)ويلقى بها في سلة المهملات كما في يومنا هذا لان الصرف يفوق تكاليف المياه المستخدمة لجلي وغسل ألاواني اذ يبلغ معدل الصرف ما بين 3الى 4 اضعاف التكاليف إضافة الى تلويث البيئة!لكن الناس اليوم لا يهمهم أي شيء،والزوجة في الماضي كانت تغسل وتشطف وتكوي وتنظف وتعمل في الحقل الى جانب الزوج والعائلة وتحاول التوفير قدر الإمكان لتزويج ابنها،أما زوجها فيعمل في الحقل وعند ألآخرين أن وجد العمل وفي تقطيع اغصان الزيتون وجمع الحطب ونقله الى البيت على ألدابة ويستيقظ مبكرا ليطعم الفدان أو الحمار ويبقى مستيقظا وأمره الى الله ولنرجع الى جمع ألاواني وغسلها بقليل من الماء الذي نشلوه من البئر ألارتوازي أو من بئر عين ميماس على الطريق الى نهاريا،وكانت عملية جلَي ألاواني لا تستغرق طويلا كما هو اليوم تمهمه في تمهمه وصرف مياه فوق الضروري باستعمال الجلاية أو بطريقة الجلي والتي يعرفها جميع النساء حتى الصغيرات سنَا ،وماذا كانوا يستعملون؟الصفوة بدلا من ألكلور وصابونة الزيت التي كانت رائحتها بتفحفح ثم يلقون بالمياه الى حوض زرعوا فيه الباذنجان والبندورة والفلفل وغيره،أي كان ألانسان ان اكل بطيخا تحلاية فان القشور للدواب ان وجدت والا فانه تعطى للجار الذي يستفيد منها والبذر يغسل وينظف ويحمص للتسلية وليقدم للضيوف أي ألانسان كان يستفيد من كل شيء تقريبا وليس كما هو اليوم حتى فضلات الطعام يلقى بها في القمامة!وكل ذلك كما تقول الجدات من كثرة المصاري،لكن للحقيقة هي غير ذلك وكثر يقولون من البطر!!؟لانه ان كان اكثر من 60في المئة تحت خط الفقر والباقي اما باوضاع مقبولة للعيش بكرامة او قريب من ألكرامة وغيرهم وبلاش فضح ألاسرار،اسألوا البنوك والشركات التي تعطي القروض سواء كانت للسيارات ام لغير ذلك،وكم يبلغ عدد السيارات والمركبات التي أصحابها يسددون شهريا المبالغ؟ فهل تعتقدون ان المجتمع العربي بخير؟ ألله يسمع منكم!
وسائل الراحة تطورت واصبح الذي بنى منزلا لديه منها، لكن هل تخطيطه كان ناجحا؟وهل استوفى الشروط التي هي ضرورية؟ وبموجب المعايير والمقاييس الفنية وأوضح مثال هو البناء العشوائي وعدم توَفر ألاماكن لركن السيارات هذا البناء لا يستوفي الشروط الضرورية والمتطلبات لكن أصحابها حصلوا على تراخيص واقاموا البناء ليس بموجب ما حصلوا عليه،وكم هي الخلافات وحتى ازهاق الأرواح بسبب مكان لايقاف السيارة فالاراضي التي هي بملكية فردية يستصعبون ألاستغناء عن مساحات لركن السيارات،والأراضي ألاخرى وهي ليست لهم، بل هي من أملاك الغائبين الذين شردوا من بيوتهم واوطانهم وطردوا عام 1948 عام النكبة فاين التخطيط سواء كان تخطيطا سليما أم ناقصا كانت حروب في سنوات كثيرة فهل المجتمع العربي كان آمنا؟الجواب لا على الغالب لا بنى تحتية مناسبة وان المشاكل التي مرت على بلدات طمرة وسخنين وعرابه وكابول وغيرها من البلدات والقرى لا يحسدون عليها ومشكورة جميع القوى التي عملت تعمل وما زالت من أجل التخفيف عن معاناة المواطن في هذه البلدات،وغير مقبول أي تصرف خارج القانون أو ألآداب والاجتماعيات والعادات والتقاليد العربية ألاصيلة،فرئيس السلطة المحلية الذي باشر مهامه مؤخرا قبل اقل من شهر من الزمن لا يستطيع التغلب على المشاكل التي واجهت المواطن اثر موجة الشتاء في هذه الأيام ونامل ان تنتهي على خير ولنتعاضد جميعنا لدرء ما من شانه ان ينغص على حياتنا اليومية البنى التحتية أمر ضروري جدا ويتوجب على منتخبي الجمهور السعي لحل جميع المشاكل بالتعاون مع المهندسين وذوي الشأن على أن يتم ذلك في اسرع وقت ممكن بعد أن تهدأ الأحوال الجوية،ولا ننسى أن كل هذه ألامور يتوجب على الحكومة ان تكون هي الممول للبنى التحتية والمنشآت الضرورية لرفع ألاذى عن المواطن من غمر البيوت بالمياه خاصة وأن قرانا العربية غير مهيأة لمواجهة مثل هذه الأحوال العاصفة، التخطيط للشوارع والطرقات والأماكن العامة وتصريف المياه والاهتمام في الأماكن المرتفعة وكيفية الوصول اليها وإزالة العوائق وما يتسبب في إعاقة الوصول اليها كل هذا وغيره من أموال الحكومة والتي يتوجب عليها تحويلها الى صناديق السلطات المحلية لتصرف على شؤون المواطن وقضاياه ولا ننسى ان المواطن سيتوجه الى صناديق الاقتراع في ال-9من شهر نيسان المقبل وقسم كبير من المجتمع العربي يحاول ابتزاز القائمة المشتركة عن طريق النية أو عقدها لتشكيل حزب عربي جديد أو التلويح بتحالف ونقرأ الكثير ولا نصدق منه الا ما ندر والذي في رأيه أو في نيته ابتزاز "المشتركة"عن طريق نشر أفكار أو النية في خوض الانتخابات للكنيست ال-21 في قائمة يكون مصيرها حرق الأصوات فهذا الامر ليس من شانه فقط،بل يضر في مصلحة جميع المواطنين العرب في هذه البلاد، وذكرنا انه في أسوأ الحالات والاحوال لتكن قائمتين تتنافسان على زيادة عدد الأعضاء العرب في البرلمان لتكون لهم قوة ويؤثروا،تصوروا ان كانت المشتركة رقم 2 ولها تسند المعارضة ورئاستها فهل سيكون وضعنا افضل أم ماذا؟ان كان الركض فقط من مصلحة المواطن ولخدمته فابقوا على قائمة واحدة وانا متأكد بان الصديق والاخ المحامي ايمن عوده لن يفرط بمستقبل المجتمع العربي ان كان الامر يدور فقط على رئاسة القائمة او على المحاصصة أم أن لكم رأي آخر؟
ونأمل ان تهدا العاصفة في البلاد ونستفيد من الامطار الغزيرة والتي زادت من منسوب مياه بحيرة طبريا ب68سم وأن تستغني مصلحة المياه على زيادة أسعار المياه وما يترتب عنه الامر الذي يثقل على المواطن أم ماذا رأيكم أيها المنتخبون ؟؟؟