دوران الهوية-
لطالما كانت تَسكُن حياتي تِلكَ الأفكار التي تُؤكد لي أن الجهة الأخُرى هي الأخطر في العالم وأنني فَريسَتهُم الظاهرة، وأنهم ليسوا بأشقاء وأننا نختلف عنهم والحاجز الذي يَفصلنا يؤكد ذلك،
لطالما أقنعوني بل وأذهلوني عن كمية الرعب التي تَملأ عقولنا وتقنعنا أن الأسير الفلسطيني هو إرهاب العالم وأنني مسلوبة الهوية وضائعة الفكر لأنني لا أنتمي لهذه الفئة وأنني آرامية العرق والقومية وأن لغتي العربية ما هي إلا إنتماء وتعامل للوضع الحالي!
إلا أنني عندما قَررت أن أقف وأعرّف كلمة أسير،
رأيت العكس تماماً، الأسير أسير الفكر وأسير بإسم الحُرية وأسير من أجل النضال والحق وبين الأسير والآسر معنى مُختلف تماما،
كسمير القنطار الذي إستخدم مدة أسرهِ للكتابة والقراءة والدفاع داخل السجون الإسرائيلية، وكم كنت أراهم وأخشاهم كأنهم ذئاب ضدي،
وهم على وطنهم يُناضلون ولا يَكِلون، يَصرُخون ويخسرون الضحايا ولا يَتعبون!
لأقتنع تمام الإقتناع أن إنسانيتي وحريتي تتبع تعريفي لهم من هم داخل السجون ويناضلون من يرون أطفالهم من وراء الجدران لبضع دقائق معدودة، من إختاروا الوطن والحرية ومسحوا الذات!
إن الحياة عندما تقف أمام الإنسانية ومبدأ التعبير فلا مجال للإنتساب لأي طرف، لتنسلخ جميع التعريفات وتُرفع حُرية التعبير والقلم والنضال!