سحابة جرحي النازف بقلم معين أبو عبيد
رغم أنّ قلمي هو سنفونيّتي، لكني أخشى أن يقودني إلى آخرتي، ولا يترك سجنًا إلا ويقودني إليه، ولا رصيفا إلّا ويمزقني عليه.
أرسم على رمال الشاطئ المهجور لوحة بلا ألوان ، وأكتب قصيدة بلا كليمات. أنتظر أمواج البحر العاتية الغدارة لتمحوها بكلّ قساوة، فتذيب في تراب هذه الدنيا الأفعال الجميلة وترسم وجها أفضل في الآخر .
أحاول أن تكون كلماتي كالملابس أجربها على نفسي قبل أن تخرج إلى العالم الخارجي، عالم المتاهات، عالم لا يقرأ ما بين السطور ويكتفي بالعنوان .
أحدق مطولا في القمر الهزيل، ثم تعلو سحابة جرحي النازف، فإذا أخطأته فإنها تنتهي بين النجوم .
لن أفكر بعد اليوم إلا في أمور عظيمة لها قيمتها، وأصر على أن يكون نقدي ليس فقط نقدا بناء وشفافا، وإنما كمطر يناير الغزير يغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره. وأكتب بلغة الصمت حيث لها صدى ونغمة خاصة تتطابق مع دقات قلبي .
رماح تقول، نخاف من المجهول وما نجهله، ولا يوجد ما يغيرنا على الإطلاق بعد أن نفهمه كما يجب، فلا يوجد على وجه البسيطة ما قد نخشى منه . هناك فقط ما قد لا يفهم كما يجب فلا يهم بعد المسافة، فالخطوة الأولى هي الأكثر صمتًا، فلا تهاب تكرار السقوط طالما أنت حي فالوحيد الذي لا ينهض هو الميت، فمَنْ لم يشرب من بحر التجربة يمُتْ في صحراء الحياة!