قصيدة في مديح أمير الشعراء أحمد شوقي
شعر: الدكتور منير توما - كفرياسيف
ماذا جرى لكَ يا عَلّامةَ الأدبِ
هلاّ طَرِبْتَ بإنشادِ دُرَّةِ العَرَبِ؟
أذاعَ شِعْرَكَ أقوامٌ نُسِبْتَ لها
فكُنْتَ تُبْدعُ بين النَجْمِ والسُحُبِ
والأَرْيَحِيَّةُ أحلى ما عُرِفْتَ بها
خُلْقاً مِنَ الفِكْرِ أو خُلْواً من الصَخَبِ
نورٌ من اللهِ أعطى جُلَّ مَوْهبةٍ
من الكلامِ وأغنى كُلَّ مُنْتَخَبِ
أصفى من العَسَلِ الفتّانِ مَنْطِقُهُ
وقَدْرُ أشعارهِ أغلى من الذَهَبِ
تُصغي إلى «شوقيٍّ» الأعلامُ مُعْجَبَةً
إذا تكَلَّمَ بينَ الصِيدِ والنُخَبِ
كأنّهُ وجمالُ الشِّعْرِ يَعْهَدُهُ
نُبوُءةٌ كُشِفتْ في عَالمِ الكُتُبِ
قد لامسَ اللفظَ حتى ما يُغَيِّبَهُ
إذا تَمَنَّعَ لم يَسْأَمْ ولمْ يَخِبِ
يسمو بأَرْضٍ على الأسماءِ ظافِرَةٍ
كأرضِ النيلِ أنَّى مُجِّدَتْ تُجِبِ
هو النقاءُ بِشعْرٍ لا جِدالِ بهِ
كالشَهْدِ في القُرْصِ أو كالنارِ في اللَّهَبِ
مَنْ مُخْبِرُ القومِ أنَّ الضادَ قَدْ وَجَدَتْ
بدارِ «شوقيِّ» مِصْرٍ غايةَ الطَلَبِ
فعاشَ بِذِكراهُ ذُخْرًا في تَسَيُّدِهِ
قَلْبُ الشعورِ وفيهِ مُلْتَقى الأَدبِ