تعتريني تلك الرغبة في الوقوف على جبل عال القمة والصراخ الشديد .فقد اعتراني ذلك الشعور الذي لا تصفه أية كلمة. بحيث أنك تكبت بجوفك جميع الأحاسيس والمشاعر؛ لكي تظهر لمن حولك بأنك قوي، وذو هيبة. ولكن، بالحقيقة إنك تثبت ذلك لنفسك فقط، علك ترتاح في يوم من الأيام، بعد أن تعلمت أن الشكوى لغير الله مذلة. فهل ستخمد تلك الفوضى في يوم مرحلة من المراحل؟ فاليوم نحن كبركان ثائر، يقذف من فوهته نارا، تشعل جميع من حوله، بعد أن كبت بداخله الكثير، حتى انفجر في نهاية المطاف. وكذلك أنت تتحمل الكثير، وتلعب دور الشخص الجيد، والذي يهتم بمشاعر مَن حوله على حساب سعادته. لا يفيدك ذلك في مسك الختام. فليس هنالك من يقدّر ما تفعله من أجله. فالحياة ليست كلعبة الحبل التي كنا نلعبها بالصغر، ونجعل الضعيف منا يفوز؛ لنشعره بالفرح، بعد أن تذوّق طعم "الربح بجدارة" كسفينة صدئت بعد سنوات من حملها للركّاب والبضائع الثقيلة، وانتهى زمانها. وبدلا من صيانتها ومحاولة أعادتها الى سابق عهدها، أصبحت تعد خردة. فلا تكن أنت في موضع الخُرْدة في مرحلة ما من حياتك، لمجرد أنك أصبحت شخصية ثانوية في حياة أحدهم، أو لحسن نيتك الزائدة. وكن أنت، وابتسم؛ لأنك أنت، فغيرك يتمنى أن يكون أنت. لا تسمح لأي شخص بأن يولد إعصارًا في بحرك الراكد؛ ,فيستفز هدوءك، ويتلف أعصابك، وهو في أشد الأوقات راحة وسعادة. فلا تشعره أنت بسعادة غامرة، وإنما افعل عكس توقعه تماما، واجعله يندم على التجرؤ والعبث معك. فأنت لست لعبة، اشترتها أم لطفلها المدلل. وإنما أنت انسان يملك مشاعر وأحاسيس بقدره على الأقل. تحب الحياة، ولديك أحلام وأهداف. فلا تسمح لأي مخلوق كان بأن يعكر مزاجك؛ لأن نفسك أهم من جميع الخلق. إن عاملتهم بالحسنى ، وردّوها بالخيبة والذل، فمن معدنه كالنحاس، لن يصبح ذهبا في يوم من الأيام.