د. منير موسى
رَقاطِيُّ الفُراتِ
مِخلابةٌ بحيرةُ الغاباتِ
فيها العصافير على الصَّنوْبراتِ
أحجارُ جيرٍ لوّنتْها بالجمالِ
محارةٌ بالأرخبيلاتِ
أسماكُها النّيليّةُ عجيبةٌ
تغفو على أجنحةِ بجْعاتِ
روافدٌ شجيّةٌ ألحانُها
هداهدٌ، نحلٌ معَ النّسْماتِ
ندًى شفيفٌ، يوقظُ الأصباحا
وطيفُ صبحٍ منعشُ النسْماتِ
حضارةٌ قد أخطأتْ أهدافَها
زجّتْ شعوبًا بالعتَماتِ
واستعصتِ الأرضُ على دمارِهم
ضاحكةً تنبّعُ الخيراتِ
مدارُ جدْيٍ ساطعٌ مُدفِّئٌ
ا
سربَ البطاريقِ وغيْماتِ
أطماعُ ملوكٍ على غطرسةٍ
حرمتُمو الأطفالَ مِالبسْماتِ
قلعتُمو الجوريَّ، وزرعتُمو
شوكًا على صكِّ الدّولاراتِ
تاهتْ جموعٌ بالشِّعابِ حَسْرَى
حالمةً في وطنِ الشّتاتِ
تهجّروا مِالضّياعِ العمَّروها
قد ذوّقوهم علقمَ الظّلْماتِ
دِجلةُ لا يأبهُ بالعوادي
رَقاطٍ تعودُ للفراتِ