شعر : الدكتور منير توما كفرياسيف
إنْ شِئْتَ ذَوْقًا ناصِعًا ورقيقا فاخْتَرْ إليهِ من العيونِ بريقا
واجْعَلْ سماءَكَ رَحْبَةً بالذوقِ والتهذيبِ والتأليفِ والموسيقا
تلكَ العيونُ المُنْتقاةُ هي التي سِحْرُ الفتاةِ بها يذوبُ رحيقا
وهي التي تُحْيي القلوبَ فَتَرْتَجِي منها النفوسُ تَزَيُنًّا وعقيقا
وهي التي بِنُعَاسِهَا ومَنامِهَا يغدو الشفيفُ مِن الخيالِ عشيقا
تُغري الفتاةُ نَدِيّةً في لَحْظِها والجسمُ أبيضَ والقُوامُ رشيقا
إنَّ الذي مَنَحَ الفتاةَ مفاتِنًا جَعَلَ العيونَ من الفتاةِ طريقا
وأعادَ منها للشعورِ عواطفًا تَدَعُ الأَسيرَ من الأنامِ طليقا
فَتَردُّ نَشْوَةَ مَنْ تراهُ مُتَيّمًا وتَهزُّ طَلْعةَ مَنْ تراهُ أَنيقا
تلكَ العيونُ ، فَمِلْ الى سِمَةٍ بها إنْ كُنْتَ تبغي في الفتاةِ الرِّيقا
وإذا سَكِرْتَ مِن المُدامِ مُنادِمًا فتظَلُّ منها واعيًا ومُفيقا
ما خابَ قَطُّ بِعشْقِها مِن طالبٍ إلّا وكانَ بمادحيهِ خليقا