نعم الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة الفانية، وهو النهاية المحتومة لكل مخلوق إلّا أن مشاعر الألم ولوعة الفراق قد تكون في بعض الظروف أقوى وأشد كوجودك بعيدا عاجزا يتحكم فيك القدر ويلعب بأعصابك ومشاعرك.
فجر يوم الثلاثاء أثناء تواجدي في العاصمة البريطانية لندن تلقيت نبأ تلبية المرحوم لبيب سعد عليان نداء ربه، وتوقف خفقان قلبه الكبير المحب والمعطاء، فتبدّدت شهوتي للقهوة، ووقفت صامتا ألتقط أنفاسي إجلالا واحتراما للموقف، محاولا أن أكتم أحزاني دون جدوى، ففضحتني تنهّداتي وعيوني الدامعة.
المعذرة ثم المعذرة منك أيها الخال الغالي الغائب الحاضر، فرغم بُعد المسافة التي تفصلني عن بلدتي للمشاركة في وداعك الأخير لم تكن الجبال والوديان والبحار والحدود تشكل حاجزا؛ لأني عشت كل لحظات مراسم تشييع جثمانك بكل تفاصيله ومراحله، وكان قلبي وفكري وإحساسي معك ومع الأهل والأسرة الشفاعمرية، وبعثت بأصدق التعازي وأحرِّها عبر الأثير مع أسراب الطيور والنسمات والغيوم.
عشتَ إنسانا حرا عصاميًّا متواضعا، عملت على مدار الساعة من أجل توفير لقمة العيش وحياة كريمة وهذا ما ذكره المشاركون وأكّده المُؤَبِّنون الذين أثنوا وبحق على حسن أخلاقك ومعاملتك.
ذكراك يا خال لا تغيب عن البال، وستبقى تجسِّد معنى العفوية والعطاء لنا جميعا.
جميل الصبر وحسن العزاء.