تخبيصات وليد جنبلاط !
هادي زاهر
وليد جنبلاط هو ابن الفيلسوف الكبير كمال جنبلاط الذي كان النصير الأول لشعبنا الفلسطيني والذي قاد حركات التحرر العربية، والذي استطاع ان يقنع الزعماء العرب باستخدام سلاح النفط، لأول مرة ضد الدول التي تناصر الاحتلال الإسرائيلي، وقد كانت المرة الأولى والأخيرة؟!! والذي قال عنه جمال عبد الناصر لوزيره عندما سأله لماذا تستقبل كمال جنبلاط شخصياً في المطار، في حين أنك ترسلنا لاستقبال رؤساء جمهوريات، فرد عليه الزعيم الخالد أن جنبلاط انسان غير عادي وهو كبير علينا وعلى وطنه لبنان، وكان يجب ان يخلق في الهند او الصين.
والسؤال الذي يطرح: أين ابنه وليد منه؟
يكفي ان نلقي نظرة خاطفة على تصريحاته المتناقضة والمستفزة لندرك أن وراء هذا التصريحات إنسان نزق، يُحكم عواطفه أكثر مما يحكم نعقله، ولكن ما العمل مع النظام اللبناني الطائفي والذي يورث القيادة وفقا للمفاهيم الطائفية والعائلية، وكان من المفروض ان يرث وليد العبقرية من والده الفيلسوف كمال ومن جده " امير البيان شكيب أرسلان، والد امه " مي " ولكن لله في خلقه شؤون.
وليد يتعامل مع البشر بحقد وبظلامة دامسة، وهو يحقد على النظام السوري الذي يتهمه بقتل والده، وما تجلى وفقا للكثير من المصادر هو ان الذي خطط لقتل كمال جنبلاط هو شقيق الرئيس السوري رفعت الأسد دون علم النظام وقد طرده الرئيس السوري السابق حافظ الأسد من سوريا، ولله اعلم.
لن نستعرض في هذه العجالة تخبيصات وليد وكنت قد حذرته في "مؤتمر عمان" عام 2000 من نزقه وتخبيصاته، ومن مغبة تصريحاته الهوجاء، وكان قد دعانا نحن المواجهين الدروز في فلسطين لسياسة السلطات الإسرائيلية لهذا المؤتمر وهناك "زرع البحر مقاثي" وعدنا بتقديم الدعم كي نعزز الحس القومي لدى أهلنا في فلسطين من اجل محاربة التجنيد الاجباري المفروض علينا، وما ان اختفت الكاميرات وانتهى المؤتمر حتى اختفى ووجدنا الشرطة الأردنية تحيط الفندق ومعها الهراوات لان صاحب الفندق اشتكى علينا لأننا لم ندفع ثمن استعمال القاعة، وكي لا يفهم البعض خطأ ما آلمنا هو هروبه بشكل سافر، بعد ان نال مبتغاه الإعلامي الذي أراد به تبيض وجهه امام النظام السوري آنذاك.
وعلى أرضية حقده على النظام السوري حاول دائما ان يحرض دروز جبل العرب على النظام ووصل به الحد ان أهدر دم من يسير مع النظام هناك؟!! هذا علما بان الدروز هناك وقفوا على حياد في حرب النظام ضد الجماعات التكفيرية، ولم يؤل جهدا في ذلك وحاول ان يعرض نفسه وسيطا بين الجماعات التكفيرية الذين خطفوا 17 درزيا في لبنان ولكنه فشل في ذلك وتم تصفية المختطفين، محاولته تحريض دروز جبل العرب بائت بالفشل، وهنا اريد ان اسأله: ماذا قدمت لدروز الجبل الذين يعانون من ازمة اقتصادية في هذا الضرف الزمني لا سيما وأنك تملك المليارات من الدولارات؟ سؤال اخر: هل طلبت لهم على الأقل من اسيادك السعوديين الذين يلعبون بالمال ويمنحونه لإسرائيل سواءً بشكل مباشر وغير مباشر ولو مليار دولار واحد؟!
هو اساسًا يعتبر الدروز متخلفين لأنهم لا يتجوزون بشكل عام إلا من بعضهم وهنا نسأله: من هم الغير متخلفين؟ اسيادك في السعودية؟!
والحقيقة هي ان وليد يهمه رأس المال وزيادة ثروته أكثر من أي موضوع اخر، وقد تراجعت مكانة الدروز في لبنان في عهده من كافة الجوانب الحياتية، ولو استعرضنا لبنان عبر التاريخ، منذ عصور قبل ان يحرر الشعب اللبناني بقيادة الامير مجيد أرسلان بلاده من احتلال الفرنسيين، وقد كان الاتفاق بان يتولوا الدروز وزارة الدفاع ولكن ذلك لم يعد قائما اليوم وأخشى ان يضعف موقف الدروز اكثر واكثر في ظل زعامة جنبلاط، وكان قد صرح بانه سيتنازل عن القيادة ويمنحها لابنه تيمور فاستدعاه ليدربه ولكنه عاد وانسحب بحجة ان الظروف الحالية بحاجة إليه وان ابنه غير ناضج حاليا ليقود المسيرة؟!! هذا في حين أن تيمور شاب متزن لا يعاني من النزق الذي يعاني منه والده.
والقشة التي قصمت ظهر البعير، تصريحه الأخير بان مزارع شبعا اللبنانية هي أراض سورية، وذلك وخلافا لكل الحقائق والأعراف، انسجامًا مع السياسة الامريكية الباغية و"صفقة القرن" المشؤومة مما آلب عليه الشعب اللبناني وكافة الشرفاء في المنطقة.
اننا ندعو وليد أن يكون صادقا ويسلم زمام القيادة لابنه تيمور، بأسرع وقت ممكن، كي يريح ويرتاح!