صادف يوم الأربعاء من هذا الأسبوع ألاول من شهر أيَار عيد العمال والشغيلة والمستخدمين وجميع العاملين في مختلف قطاعات ومجالات العمل والاستخدام من مجالس وسلطات محلية ودوائر حكومية ومؤسسات رسمية وغير رسمية وقطاعات خاصة لمشغلين اما جدد او قدامى وغير ذلك من المؤسسات الجماهيرية وغيرهم،أما القاسم المشترك بينهم فهو ألاول من شهر أيَار من كل عام ومع موعد اقتراب الشهر يبدأ الحديث عن هذا الشهر وبشتى الوسائل والطرق ولنبدأ كما نتذكر:عندما كان الاتحاد ألسوفيتي على حيله والهستدروت أيضا على حيلها ولها هيبتها ان كانت بالأساس لها هيبة في ذلك الوقت أو حتى في يومنا هذا،كان المفروغ منه أن تنظم الهستدروت مسيرات مختلفة وترفع العلم الأحمر باشتراك(مش مهم العدد) الى جانب علم الدولة وعادة كانت المسيرة التظاهرية والمشاركون فيها يرفعون الرايات الحمراء وشعارات الساعة العمل للعمال وتحسين ظروف عملهم وعدم الفصل وغير ذلك من الشعارات التي ما زالت عالقة برؤوسنا الى يومنا هذا،وغالبا ما كانت هذه المسيرة الكبيرة تنظم في تل- أبيب وأحيانا في مدينة حيفا والتي تعتبر مدينة عمَالية في تلك الفترة وحتى في أيامنا هذه تذكَروا مظاهرات وادي الصليب والفهود السود والذين كانوا يتظاهرون وهم يلبسون فقط نصف الملابس أي فانينلا وهذا كان في سنوات الخمسين وحمل المتظاهرون من يهود شمال افريقيا لافتات كبيرة جدا تطالب بتوفير العمل للعمال والخبز ومتطلبات المعيشة وكانت صدامات كبيرة تقع بين هؤلاء المتظاهرين وبين الشرطة التي كانت تعاملهم وعلى الغالب بقسوة وتعتقلهم وهذه المظاهرة كانت تعتبر تظاهرة عمالية يهودية ويشارك فيها القليل من العرب وغالبيتهم من الشيوعيين،ومظاهرة كبيرة عربية -يهودية كانت تنظم في عاصمة الجليل مدينة الناصرة باشتراك اعدادا كبيرة جدا من المتظاهرين والمشاركين في هذه المسيرة التقليدية والتي كانت على الغالب فرحة للصغارواليافعين في تلك الفترة ويشارك فيها قيادة الحزب الشيوعي واحيانا من حزب مبام في حينه وبعض عناصر من أحدوت هعبوده ومباي – حزب العمل في ما بعد وشخصيات عربية كانت تشارك على استحياء منها (بعد عدة سنوات أصبحت محسوبة على الجبهة)،لكن الشعارات كانت من أجل مستقبل أفضل للطبقة العاملة وللمستخدمين وضد الحكم العسكري والتمييز العنصري وكانت الاشبال ترتدي الزي الشيوعي بنطلون خاكي وربطة عنق حمراء تسير وتقرع الطبول ومسيرة كشفية واغاني أممية وعمالية وأهازيج وعلى رأس هذه المسيرة والتظاهرة تواجد قادة الحزب من توفيق زيَاد وطوبي وحبيبي وتوما وكركبي وو....ألخ
وشاءت الظروف الاعتداء على المتظاهرين في ألاول من شهر أيار لعام 1958 وكان يوما شديد المطر واحوال جوية عاصفة وكانت اعتقالات وو..لا مجال لذكرها ألآن كان أول أيار على حيله،وتفرق المتظاهرون بل ارغموا على التفرق والهرب والشرطة تداهمهم وتركض وراءهم وو..كان أول أيار وكنا كشبان صغار نريد المشاركة في المظاهرة وركبنا من قرية كفرياسيف في شاحنة المرحوم حنا نصر وبعد أن اقتربنا من مفترق شفاعمرو الناعمه أوقفت الشرطة أبو الياس وسجلت له مخالفة لانه يرَكب صغارا في شاحنته،وارغمنا على النزول من الشاحنة،ولكنه قال لنا:اسبقوني لقدام" وفعلا سبقناه سيرا على ألاقدام ونحن مسرورين جدا وكل منَا معه زاده وزوادته وبقينا نسير الى أن وصلنا شفاعمرو شرقا عندها ركبنا مرة أخرى في الشاحنة،ومرة أخرى أوقفته ألشرطة وسجلت له مخالفة سير،ونزلنا ومشينا الى أن وصلنا الى مكان محطة البنزين بالقرب من قرية بئر ألمكسور وركبنا في شاحنة ابي الياس التي أقلتنا الى مدينة الناصرة وما أن وصلنا الى مدخل الناصرة والقيامة قائمة بوليس متظاهرين صراخ وركض وو..فهربنا واختبأنا الى أن هدأت ألاوضاع وكانت تظاهرة لا تنسى!!
يعتبر ألاول من أيار يوم العمال العالمي ومن المفروض توقفَ الشغيلة عن ممارسة عملهم ويخلد فيه من سقط من العاملين والقادة الذين طالبوا بتحديد أوقات ساعات العمل وتحسين ظروف العمل وكان اضرابا قد نفّذ عام 1886 في مدينة شيكاغو الامريكية،الرأسماليون والامبرياليون أرادوا استغلال العمال للعمل من 14-16 ساعة يومية بأجور زهيدة،الامر الذي حدا الى الغضب الشديد من هذا الاضطهاد والاستغلال وارادوا تحسين ظروفهم المعيشية وكافحوا للعمل فقط ل- 8 ساعات،وفي عام 1877 كان أول اضراب وطني في الولايات المتحدة ألامريكية وكانت مظاهرة هامة وكثيرة المشاركين،ونتيجة للتظاهرة والاضراب تغيَرت ظروف العمل والزمت الحكومة الامريكية وضع قانون يحدد ساعات العمل والدوام، لكن الاستغلال استمر والعمال استمروا بالعمل،وفي عام 1884 اجتمعت نقابات أمريكية وكندية(8) وقررن اضرابا شاملا في الأول من أيار لعام 1886 لالزام المشغل على تطبيق قانون العمل فقط ل-8 ساعات،وتوقف في الأول من أيارأكثر من 350ألف مستخدم عن العمل في 20 ألف مصنع امريكي تاركين مكان عملهم وخرجوا الى ألشوارع لقمع المتظاهرين وحاولت الحكومة قمع التظاهرة بالقوة وبدأ كفاح العمال في أوروبا وقارات أخرى وبعد عدة اشهر اضطرت الحكومة الامريكية الى تنفيذ القانون لثماني ساعات عمل،وفي شهر تموز من عام 1889 افتتح مؤتمرالنواب الاشتراكيين الدولي في باريس وتقررتحديد ألاول من أيار من كل عام عيدا مشتركا لجميع العاملين في العالم،وفي 1890 بوشر بتسيير المظاهرات في هذا اليوم للاحتفال بنجاح الكفاح للعاملين ليصبح يوما لكل عمال العالم.
في البلاد درج العاملون في سلك التربية والتعليم الى الانقطاع في هذا اليوم ويعتبروه يوم عطلة الى أن صدر مرسوم من وزارة التعليم يطلب من كل معلم لا يريد الوصول الى العمل أن يوقع على العريضة – الرسالة المرفقة بانه لا يريد ألعمل،وهكذا كانت إدارة المدرسة تصل وبالطبع لا يوجد طلاب وفي كل مناسبة فيها اضرابلا معلمون يحتسون القهوة والشاي ثم يعودون الى بيوتهم هكذا درج مدير المدرسة والطاقم الإداري ،لكن هذا الامر لم يكن في المدارس الثانوية التي تتبع للمجلس المحلي – أي السلطة المحلية والتي ان كان رئيسها من الجبهة فان الدراسة معطلة بطبيعة الحال،أما التوقيع على الرسالة فكان من نصيب الذين يدرسون في مدارس رئيس السلطة ليس حزبيا _جبهوي أو شيوعي،واليوم ألانكى من ذلك هو أن المشغل الخاص وهم كثر في المجتمع العربي فلا أول أيارولا يحزنون ورويدا رويدا انمحى هذا اليوم من العطل الرسمية وحتى نقابة العمال الهستدروتية -نقابة المعلمين لا تحتفل بهذا اليوم وليست لديها أية تعليمات ان كان يحق للمعلم التغيب عن العمل باجر مدفوع أم لا؟؟؟بل زيادة في ذلك المشغل الخاص المستقل يعمل على كيفوا حتى الأعياد الرسمية يحاول الانتقاص من عددها وليس لدينا أي شرح مقنع أو غير مقنع لماذا؟؟ وفي هذا الشهر الكريم يحق لكل مسلم تقصير يوم عمله لساعتين ان كان يعمل بوظيفة كاملة فان هذا التقصير لا يعجبه؟؟!!وحتى عندما تكون هنالك مناسبة دينية معينة مثلا ألاسراء والمعراج فانه لا يمكَن المستخدم الموظف من التمتع بهذا العيد او هذه المناسبة وغيرذلك من ألاشياء التي ينقصها من حق الموظف والذي يريد الحفاظ على لقمة العيش له ولاولاده وكثيرة هي التظلمات والشكاوي التي يرويها لنا المستخدمون عن مكان عملهم ويشرحون ذلك على الغالب بعد أن يتسلموا مكتوب الفصل عن العمل أو الاستغناء عن خدماتهم لانه قبل ذلك لا يجرؤون خوفا من الفصل!!؟وكثيرة هي الأمثلة عل مثل هذا التصرف غير المقبول حتى عرفيا ؟ونحن نعلم عن مجالس محلية كانت تحتفل بألآول من أيار في كل عام وبعد بضع سنوات غَيرت من رأيها وكانت تمنح المستخدمين يوم عطلة مدفوع ألاجر واليوم بطلت؟؟؟وحتى كانت تسمح للموظفات بالتغيب عن العمل في مناسبات يوم المرأة العالمي ويوم ألام واليوم يا سيدي الغوه،بل يجب القول يوم العائلة أو ألاسرة ومن قال لنا أننا لا نريد ذلك؟بل اعطونا حقوقنا!!واعتقد أنه يتوجب على رجال القانون وهم كثر في المجتمع العربي العمل سويا لاحقاق حقوق الشغيلة العاملين ولكي يتمكنوا من احياء ألاول من أيار من كل عام كرمز للنضال من أجل مستقبل أفضل وزاهر.
أما في بلدتي فقد حصل العاملون الموظفون على عطلة رسمية مدفوعة الاجر وقام رئيس المجلس المحلي المحامي شادي حبيب شويري بإقامة وتنظيم احتفال مهيب في ساحة أول أيار ووعد بان تبقى ساحة ألاول من أيار دائما وابدا وكان احتفالا جميلا بيرفع الرأس أناشيد وأهازيج وكلمات ودبكة تقليدية وفرح وافراح وهدأة بال لجميع المحتفلين ونحن نشد على يدَي رئيس المجلس بأن تبقى هذه الساحة ساحة مجلس كفرياسيف المحلي ساحة ألاول من أيار والتي استقبلت في السنوات الماضية المسيرة التقليدية الجليلية لأول أيار من كل عام تنطلق من جامع أبو سنان جامع أبو بكر الصديق باهازيج واناشيد وهتافات تنادى بالاخوة والمساواة ودولتان لشعبين فلسطين الى جانب دولة إسرائيل وتنتهي في ساحة مجلس كفرياسيف المحلي- ساحة أول ولتبقى كذلك للذكرى والتاريخ...وكل مناسبة والجميع بالف خير.ذكرنا لا يجوز رفع الأسعار في هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركة.