رماح يصوّبها- معين أبو عبيد
رغم كثرة الورود الخلاّبة المنتشرة في أرجاء مدينة شفاعمرو، وتحديدًا في مداخلها التي تشرح القلوب وتبعث برحيقها لتملأ أجواءها عطرًا، إلاّ أن المدينة تشهد توترًا واستياء شديدا، بحيث يعاني أهل المدينة التي تستحق المزيد من العيش بكرامة في بيئة نظيفة وذلك منذ سنين بسبب تلوث بيئي وروائح كريهة لا تطاق أفسدت روائح الورود التي امتزجت بعطرها المنبعث لتصبح همومًا وسمومًا تشكل خطرًا حقيقيا على صحة وسلامة سكان المدينة والمنطقة التي تسربت لكل حي وزاوية، دخلت الصالونات وغرف النوم والمكاتب، وكما يبدو فإنّ مصدرها هو مكب النفايات ومزارع الخنازير الواقعة بين مدينة شفاعمرو وقرية إعبلين المجاورة.
رغم خطورة ما تقدم وحساسية الموضوع ودعوة الجبهة الديموقراطية لتظاهرة ضد هذه الظاهرة، إلّا أن أهالي المدينة لم يولوا هذه التظاهرة أي أهمية، وكان الاشتراك مخجلا وهذا الموقف بحد ذاته مقلق ومحطة علينا الوقوف عليها مطولا.
رفع المتظاهرون الشعارات المنددة بتصرف المصانع، مؤكدين أن شفاعمرو غير معروضة للبيع بالمزاد العلني.
عضو الجبهة زهير كركبي أكّد على ضرورة توحيد الصفوف للتصدي لهذه الظاهرة وإغلاق هذا المشهد المقزز محذرًا من نتائجه، وفي حديث خاص مع رئيس البلدية عرسان ياسين أكد توجه المواطنين إليه الذين أعربوا له عن قلقهم وتذمرهم، فقام بدوره بالاتصال بوزارة البيئة التي وللأسف لم تولِ الموضوع أي أهمية ولم يتلقَ أي رد! وأضاف أنه سيوجه رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى وزير الصحة وعلى الخطوات القادمة قال: إن المشكلة تكمن في وجود رخص للمزارع ومكب النفايات الأمر الذي يزيد الطين بلة، وهذا لا يمكننا من اتخاذ أي خطوات أو إجراءات وسنعمل بإطار القانون، ووعد بملاحقة الموضوع شخصيا وإعطائه الأولوية .
وعن عدم قيام مدير قسم الصحة في البلدية بواجبه وخدمة المواطن اعترف أن هناك بعض الأقسام لا تقوم بواجبها كما يجب، وصرّح أنه لن يستبعد إغلاق بعض المكاتب التي لا تقوم بواجبها.
رئيس قسم الصحة القائم بأعمال رئيس البلدية جريس حنا صرّح أنه قام بزيارة الموقعين للوقوف عن كثب على ما يجري وللتأكد من وجود مستنقعات مكشوفة نتيجة عصارات المزبلة وفضالات الخنازير، حيث أكد أنها المصدر لهذه الروائح والتلوث، إذ تم الاتفاق مع رئيس الصحة في مجلس إعبلين بتركيب ماكينات خاصة لتمتص هذه الروائح ومنع انتشارها كخطوة أولى والاستمرار بمعالجة المشكلة في إطار القانون.
عضو البلدية زياد الحاج رئيس قسم المعارف عقب قائلا: إن هذه ظاهرة مقلقة وخطيرة جدا حيث وصلت الروائح كل فرد وبيت وفي الفترة الأخيرة تفاقمت الروائح مع موجة الحر وأعضاء البلدية سيعملون معًا لوضع حد لهذه المهزلة التي تمس بسلامة المواطن.
الدكتور شفيق عمر الملك طبيب مختص بأمراض المسالك البولية في مستشفى بني تسيون قال: هذا الموضوع يقلق جدا فهذا التلوث البيئي الخطير له أبعاد صحية نتائجها وخيمة إذ تؤثر على جهاز التنفس وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى أمراض خطيرة جدا نحن بغنى عنها.
زاوية رماح تدعو وتناشد المؤسسة الكبرى وكافة المؤسسات والجمعيات في المدينة التعاون مع الأحرار الذين تهمهم مصلحة ومستقبل وبيئة البلد وصحة وسلامة أولادهم والوقوف معا والتصدي بكافة الوسائل لهذه الظاهرة؛ لتبقى شفاعمرو كما عاهدناها نقية ولننعم بنسمات هوائها وشمسها الدافئة ولتقشع تلك السحابة السوداء اللعينة من سمائها بلا رجعة.