قبل بضعة أيّام قام الوضع السّياسي،في بلادنا،ولم يقعد في أعقاب"بالون الهيليوم"الّذي أطلقه السّيّد أيمن عودة،الّذي أكن له كل ّالتّقدير،بسبب جرأته السّياسيّة ومواقفه الشّجاعة عند الحاجة.هذه التّصريحات الّتي رفعت منسوب الجَدل السّياسي بين"اليمين واليسار"الى مستويات جديدة!لقد قال عودة إنّه على استعداد لدراسة امكانيّة الدّخول الى ائتلاف حكومي...بشروط خاصّة،اذا سمحت الضّروف بذلك وأنّ ذلك منوطٌ بما يقدّمه الطّرف المقابل من عروضات!!بتصريحته هذه وضع السيّد عودة النّقاط على الحروف وأدخل المتنافسين،من اليمين واليسار،الى دوّامة من الأفكار و...التّصريحات والتّلعثمات،وهيّج بذلك السّاحة الإعلاميّة،بشكل لم يسبق له مثيل!!هكذا علّمنا السّيد عودة أنّ الكلمة تغيّر عوالم الأفكار عند النّاس،خصوصًا السّياسيين منهم!!هكذا قامت الدّنيا ولم تقعد عند اليمين وزعامته الّتي"ركبت"على هذا البالون...لتقارع"غانس"اليساريّ،الّذي لم يعرف كيف يبلع هذا الطّعم ولتستفيد من الوضع الجديد لصالحها!أمّا من الناحية الأخرى فقد بارك البعض بهذا الموقف،بشيء من التّردّد والتّشكّك،وفي الصّحافة كان من ابتهج وتشوّق،كلٌ حسب أفكاره السّياسيّة.أمّا زملاء عودة،في القائمة فقد تبلبلوا في إجاباتهم حول ما حصل،وكانوا يلتفون على الإسئلة الّتي وُجّت إليهم بإسلوب فلسفيّ فارغ ملقين بالكرة الى اليسار وزعامته...حتّى لا يقعون في خطأ"يضرّ"بانتخابهم...فالموقف حسّاس الى أبعد الحدود!!لا توجد أيّةُ طريقة لتغيير الأمر الحاصل والواقع الصّعب للجماهير العربيّة إلّا إذا توعّت القيادات في الدّاخل وعلمت أن إجراء التّغيير سوف لا يحصل إذا هي بقيت"متمترسةً"في مواقفها القديمة،الّتي أبقت الجماهير العربيّة،في الدّاخل"على حالها...الّذي بحاجة الى دراسة معمّقة!!لقد تلاقت تصريحات السّد عود مع ما حصل في الأمس مع قرار المحكمة العليا،برآستها الموقّرة،حين شطبت فرصة التّرشيح للعضوين العنصريين ومنعتهما من دخول الكنيست،حتى لو في الوهم،قرارٌ له قيمة تاريخيّة تدلّ أنّه"ما زال في الدّنيا خيرٌ"،ومن ناحية أخرى فقد أبقت المحكمة "للمشتركة" أحقّيّة التّنافس ودخول الكنيست!!فنعم ما قرّرته المحكمة ونعم ما عرض السّيّد عودة في تصريحاته الهامّة،فالحالتين تصبّان في مصلحة الدّيمقراطيّة الحقّة،يبعدان شرَّ العنصريّة المقيتة،يقرّباننا أكثر الى حياة طبيعيّة،يقرّبان القلوب،عند أصحاب النّفوس الطّيّبة عند"أبناء العمومة"وربّما يخلقان أجواءً جديدة وائتلافات جديدة تعود بالخير على جميع المواطنين الّذين لا يريدون إلّا الحياة الكريمة الهادئة،في ظلّ ديمقراطيّة صحيحة، محبّة،مساواة،أمانٌ واطمئنان!!