حتى تكون اسعد الناس...بقلم: دكتور نجيب صعب – أبوسنان.
كل مخلوق في هذا الكون منذ ولادته يمنحه رب العالمين صبغه معينه ويزرع فيه منذ الولادة صفات وميزات قد تبرز في مراحل حياته حسب حدوثها وما ان يترعرع هذا الغلام حيث كلنا يمر في هذه الفترة الزمنية وبالتدريج من الجنسين , ومع الايام التي تتوالى في حياة المرء أياً كان هذا المرء بغض النظر من هو بأفكاره التي تخطر في باله بعد ان اصبح مدركا كيف يمكنه ان يكون اسعد الناس, هذه الافكار التي تحتوي ايضا امورا اخرى قد يبلورها هذا الانسان بالتدريج وبموجب اعمال بُنات افكاره, وكثيرة في هذه الافكار وتكون بالطبع متنوعه وربما منها يكون سهل المنال ومنها على العكس, الا ان هذا المرء او ذاك في بعض الاحيان قد يبالغ بقدراته او بإمكانياته وربما تحقيق ما يريد او في بعض الاحيان تخذله افكاره ويفشل.
وحتى يمكن للمرء ان يحقق اهدافه ويصل الى ما كان يرنو اليه من السعد او الانجاز والتقدم, لا بد ان يكون متزناً في افكاره وغير متهورا كي يحقق ما يصبو اليه, ومن الامور التي يترتب مراعاتها او اتباعها حتى تكون امكانية تحقيق الهدف اسهل, على المرء في نظري ان يتصرف كالتالي:
-عليك ايها المرء الا تعيش في المثاليات بل عش واقعك الصحيح فانت تريد من الناس ما لا تستطيعه, فكن عادلاً على الاقل مع نفسك.
- وكذلك راقب ذاتك ايها الانسان ولا تبحث عن انعكاسك في عيون الاخرين, واجعل ضميرك مرآتك, وان مراقبتك الذاتية خير دليل تهتدي به لتقويم اخطائك.
-وعليك ان تأخذ في الحسبان كي تكون اسعد الناس وتعلم جيداً ان الجليس الصالح المتفائل يهون عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء, والمتشائم يسود الدنيا في عينيك وربما يجعلك تيأس.
-وفي خضم العمل المتواصل عليك يا اخي ان تبتعد عن النميمة لأنها لا تترك مودة الا وافسدتها ولا عداوة الا واوجدتها ولا جماعه الا بددتها فكن حريصاً.
ولا يغيب عليك ايها المرء ان افضل ما في العالم ايمان صادق, وخلق مستقيم, وعقل صحيح وجسم سليم ورزق هانئ وما سوى ذلك فقط شغل ليس منه رجاء.
-وخلال الطريق الى السعادة لا تتشاءم بسبب الظروف, بل اجعلها تحفزك, ولا تحبط بسبب الفشل بل اجعله يقويك ولا تخجل من التعلم من دروس الحياه, بل اجعلها تطورك وتشد عزيمتك.
-وحتى تقوي نفسك اكثر واكثر كن مميزا واحسن ما يمكن ان تكون, ولا تقلد الاخرين ولا تأخذ خطوات نجاحهم, وكن مؤمنا وواثقا بنفسك عندها ستنجح بأسرع وقت وبأسلم طريق.
-وفي طريق عملك لا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود وتنسى النعمة الحاضرة التي انت فيها وتحسد على النعمة الغائبة وتحسد الناس وتغفل عما لديك.
-وعليك ان تعيش حياة البساطة واياك والرفاهية والاسراف والبذخ فكما ترفه الجسم تعقدت الروح, وربما يكون ذلك خطأ.
-وبدون ريب, المرء الواعي والعاقل يشعر بالسعادة حين يتذكر توفيق الله ولا تترك اي شيء في قلبك ضد احد سامح واغفر وتجاهل واحسن الظن, فالحياة ايها الانسان ما هي الا لحظات تستحق ان تعيشها في سعادة وكذلك الاخرين ايضا.
-ومما لا شك فيه ان الحياة حتى تكون فيها سعيداً تتطلب ابتسامة لان احداً لا يمنعك ان ترسم الابتسامة على محياك وليس هناك شيء يستحق الحزن لان الحياة متقلبه وعليك ان تقنع ان الماضي ولىّ ومات والقادم قد كُتِبَ ولا بد ان يأتي.
-وعلى الانسان الا ينسى ان الحرام يورث هموما وغموما وجراحا في القلب والسعيد في حياته من غض بصره وخاف ربه, وتذكر ان ما اصابك ايها الانسان لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولا حيلة ايها المرء لنا جميعا في القضاء والقدر.
وحتى في الحياة اليومية علينا الا ننسى ان الحياة تتطلب منهاجاً رائعا في معيشتنا وخاصة بين الاثنين ان كان ذلك في العمل المشترك او في الحياة المشتركة فعليه بالتسامح والصفح وتقزيم الامور المستعصية مهما كانت صعبة واشكاليه.
وخلاصة القول يمكن للمرء ان يحقق الكثير من الانجازات في حياته وقد يكون سعيدا الا ان هذا الامر يتطلب الكثير الكثير غير الذي ذكر في السطور السابقة وان الارادة والمثابرة والرأي السديد حتماً توصل المرء الى نوع من السعادة ان لم تكن سعادة تامة.