الدّيمقراطيّة في خطر..."نتنياهو يبدو كالحيّة الّتي قُطع رأسها!!"
شريف صعب-أبو سنان
من ينظر الى ما تقوم به حكومة"الّليكود"برآستها الّلامعة،"الفذّة" في المدّة الأخيرة،يندهش اندهاشًا كبيرا ل"سرعة خاطر"هذه القيادة في اتخاذ خطواتٍ جريئة لم يقدم عليها عمالقة التّاريخ،سابقًا وحاليًّا!ولكنّ الفرق يبقى شاسعًا بين قرارات هؤلاء العمالقة الّذين كانوا يقرّرون من أجل أمور دولهم وشعوبهم،في لحظات الحسم،وبين الخطوات الّليكوديّة الّتي تُتّخذ من أجل مصالح فرديّة،ضيّقة الأُفق ومن أجل مصالح...حزبيّة،محضة!!في الأمس حاول السّيّد نتنياهو أن يفتعل "معجزة" جديدة في طريق نهشِهِ للدعائم الدّيمقراطيّة الّتي تُبنى عليها الأنظمة السّليمة،فرغم أنف كلّ المؤسّسات القضائيّة من مستشارٍ قانونيّ للحكومة،مرورًا بلجنة الانتخابات المركزيّة،ورئيسها القاضي ملتسر ومعارضة آراء وزراء عدل سابقين ك"فريدمن" وآخرين وكُثر من رجالات القانون البارزين،رغم أنف كلّ هؤلاء،أجبر نتنياهو أعضاء حكومته على التّصويت من أجل وضع عدسات تصوير في مراكز الإقتراع،خصوصًا في الوسط العربيّ،الّذي "تحصل فيه تزييفات كثيرة"،رُبّما تُفقده الحكم،على حدّ عقله وتفكيره!!بهذا الإدّعاء يكون نتنياهو قد فقد ثقته بالجهاز القضائيّ الّذي منحه،سابقًا الحكم، ثلاث مرّات متتالية!!!يذكّرني رئيس الحكومة،في هذا السّياق،بالبارانوئيد الأسباني"دون كيخوط"الّذي أراد في النّهاية،محاربة طواحين الهواء،في إحدى مراحل هلوسته!!إلى أين،يا تُرى،ستصل الأمور بهذا القائد المتعجرف المتهوّر في الاستخفاف بالقواعد الدّيمقراطيّة الّتي يحاول،ليل-نهار،تقزيمها من أجل نرجسيّته وتصلّف أبناء عائلته،المحبّين للسيطرة...حتّى الموت!!؟؟في نهاية المطاف لا بُدّ أن ينقلب السّحر على السّاحر،وإن طال الزّمن.فكما نشاهد لا يوفّر نتنياهو في احتياله من أجل البقاء في الحكم وليحول دون ذهابه في النّهاية،مكبّلًا بأغلال العدالة،على ضوء أعماله الفاسدة،شاء من شاء وأبا من أبا... لا يوفّر حيلةً،فذلك هو مصير الطّماعين الحاقدين!!حاقدين على كلّ ما هو ليس يهودياّ!!في نظري سوف يقامر نتنياهو"بكلّ شيء"،فيما تبقّى من وقتٍ حتّى يوم الانتخابات،حتّى درجة الانتحار كي يبقى رئيسًا،مهما كلّف الأمر من أثمان!!وها نحن نراه يحرك السّاحة الحربيّة،فيرسل بالطاّئرات الهجوميّة،الجامحة،يومًا الى غزّة ويومًا آخرَ الى لبنان ،وثالث-الى سوريا ويومًا رابعًا الى العراق،ومن يعلم،ربّما سيبعث السّيّد نتنياهو أساطين طائراته هذه،خلال أيّام،ٍ الى إيران،تماشيًا مع المقولة الشّهيرة ل"شمشون نتنياهو":فلتمُت نفسي مع الفلسطينيين!"قبل آلاف السّنين!!هذا إضافةً الى ما يرتجله السّيّد نتنياهو من لقاءات مع زعماء العالم في الأيّام السّابقة والتّلويح بعلاقاته المتينة مع زعماء الدّول العربيّة...الّتي دعّمتها، مؤخّرًا، وزيرة الخارجيّة السّودانيّة!!بقي هنا الرّجوع الى قضيّة كاميرات التّصوير الّتي تهدف الى ردّع المصوّت العربي،في البلاد،عن حقّه الطّبيعي في ظلّ نظام ديمقراطيّ!!والسّؤال هو:أين أنت أيّها الصّوت العربيّ؟هل ستبقى محايدًا،أخرسًا أبكمًا،حائرًا خائفًا!؟قال رئيس الحكومة الأسبق"براك"أن نتنياهو يحاول منع الصّوت العربي،الّذي بإمكانه أن يغير المعادلة السّياسيّة،رأسًا على عقب،مؤكّدًا أنّه سيكافح من أجل مساواة حقيقيّة للعرب ومن أجل إبطال قانون القوميّة الظالم،بقانون المساواه للأقليّات في اسرائيل،مستقبلُا،وأنا أصدّق كلّ كلمة قالها.لقد فزّع نتنياهو جماعاته في الانتخابات السّابقة ب"هرولة العرب بالباصات"ثم خطف الزّعامة، واليوم يحاول خطّفها،ثانية،بطرق سحريّة من خلال كاميرات التّصوير و"زوال"ماء الوجه"،ويبقى الأمر في يديك،أيّها النّاخب،المقترع،فأنت ترى،بأمّ عينيك كيف "يخبط نتنياهو خبط عشواء"،تمامًا كالحيّة الّتي انقطع رأسها،وما عليك إلا أن تقوّي موقف العاقلين وأن تفتح عينيك وأذنيك لما يدور حولك،وأن لا تكون كأصنام"تيرح"،والد سيّدنا ابراهيم الخليل.ولا مجال هنا إلّا للعودة لبيت الشّعر الشّهير للشّاعر الّلبناني"ابراهيم اليازجي" حين قال:"تنبّهوا واستفيقوا أيُّها العربُ.... .......!!!"وما على الرّسول إلّا البلاغ!!