النّار تلحق..."طرف"بنيامين نتنياهو،ومن أين ستأتي النّجاة يا تُرى!؟ بقلم:شريف صعب-أبوسنان.
عزيزي القارئ،لم تمرّ بلادنا حملة انتخابات شرسة كهذه التي مرّت علينا مؤخّرًا،وأنا الّذي شهدت حملاتٍ انتخابيّة كثيرة لم أتذكّر أجواءً انتخابيّة خطيرة كالحملة الأخيرة.لا شكّ أنّ ذلك نتج عن وسائل التّواصل الاجتماعيّة المتاحة الّتي في متناول اليد على الدّوام،الّتي تفرّق وتُمزّق. إلّا أنّه كانت هنالك أمورٌ كثيرة أخرى ساهمت في تضخيم الحملة وجعلتها وهّاجة خطيرة الى أبعد الحدود!فالكثيرون آمنوا أنّها كانت انتخابات على شخص رئيس الحكومة السّيّد نتنياهو،الّذي كان يصارع العالم بأسره حتّى يكسب"المعركة"ثانية ومن خلال ذلك يقارع كلّ أنظمة الحكم السّليم حتّى...ينّجي "جلده"من ملفاته القضائيّة،الّتي ان صدقت مضامينها،لا بُد أن تؤدّي به الى مصير صعب للغاية لا يختلف كثيرًا عن مصائر الكثير من"الفاسدين"،أصحاب الضمائر الميّتة!!!فالفشل الذريع الّذي وقع له إثر صدور النتائج النّهائيّة،أحرج موقفه وزعزع مركزه أيّما زعزعةٍ،حيث سُدّت في وجهه جميع"ثغرات"الهروب من المصير المُحتّم!!لقد وقع السّاحر،أخيرُا،في مأزق يصعب الخروج منه.هكذا يكون قد خسر الغالبيّة البرلمانيّة الّتي طبّلت له وزمّرت وهدّدت ولوحت بتمرير القوانين التي"ستكفل" له "التّملّص"من قبضة القانون الّذي وُجِدَ لنشر العدالة بين المواطنين!في انتخابات ابريل لعب نتنياهو لعبته القذرة حين قرّر الكنيست والإعلان عن انتخابات جديدة مهما كلّف الثّمن حتّى يمنع فرصة التّفويض لأيّ عضو-كنيست آخر،من قِبل رئيس الدّولة!!إنّ تفوّق السّيّد"غانس"بمقعدين قطع على نتنياهو الطّريق الى تفويضه،هذه المرّة.إضافة الى ذلك فقدانه للأكثريّة البرلمانيّة،ثم ّالموقف المُعلن من قبل السّيّد"ليبرمن"، الّذي تميّز بالسؤوليّة،ثُمّ الغليان المحتدم داخل الّليكود نفسه،غير المسموع والمسموع،والضّغوطات الكبيرة داخل عائلته وفوق كلّ ذلك تصوّره الشّخصي أن لا بديل له في هذا الكون وأنّ الّله عندما خلقه..."كسر القالب!!!"فجأةُ نراه قد خسر كلّ شيء،الّلهمّ إلّا "الإيجو" فوق الطّبيعي الّذي تميّز به،كثيرًا بفعل زبانيته في الّلكود والمتديّنين وأحزاب اليمين المتطرّف!!وهكذا نجده بعد أن خسر"الرّهان"،نجده حائرًا-ماكرًا-ماهرًا،محاولًا الظهّور ،الآن، ببزّة الزّعيم الرسميّ،يوزّع المواعض والنّصائح،يهدي الى سواء السّبيل!والسّؤال المتبقّي هو:"من أين لك هذا يا سيّد نتنياهو!؟أنت الّذي لم توفّر شيئًا لتفريق وتقطيع أوصال هذا الشّعب،أنت الّذي جعلت خُمس سكان الدّولة يشعرون أنّهم"ضيوفًا" هنا يفقدون الأمل في المساواة والإحترام،أنت الّذي مستعدٌ لحرق جميع المعابد من أجل....حماية"طرفك"... أنت الّذي فرضت"بلوكًا"يمينيّا لمنع حكومة عقلانيّة مع غانس،وفي صبيحة اليوم التّالي رحت تدعو ل"وحدة وطنيّة!!!"ماذا حدث!إن ّما حدث هو أنّك قد فقدت صوابك وأصبحت تشعر بالنّار الملتهبة تحت"طرفك"،وها أنت تتخبّط...كنمرٍ داخل"شَرَكٍ"،وما علينا إلّا أن نطلب من الله أن"يكفينا شرّك"في الأيّام المقبلة!!