مقالة ساخرة بقلم معين أبو عبيد
في ليلة مظلمة حالكة السواد، وأشباح الليل تتراقص وخيوط القمر تنسدل على الشاطئ المهجور، كان يومي مختلفًا عن باقي الأيام، مثقلًا بالعناء، كنت أحمل همومًا كثيرة وقلقًا شديدًا، والنعاس يسيطر على عينيَّ الذابلتين، أحملق ببقايا الأغراض المبعثرة، خاصّةً ألعاب حفيدي جود.
حاولت أن أركز وأغوص وأبحر في العدالة التي يزعمون أنها مفقودة، فلم أجتهد وأتعب ذاكرتي، استغربت كيف يتجرؤون على القول والتصريح بأن مصطلح العدالة أصبح في عداد المفقودين، وهي في كل مكان خلفنا، أمامنا، وفي كل زاوية، في كلّ مؤسسة، جمعية، أماكن العمل، وبين أفراد الأسرة الواحدة وتحديدًا بين الأخوة وتصرخ عاليًا.
نعم، نحن مجتمع متسامح ،محب ،حضاري، راقٍ، نتقيد ونحافظ على العادات والقيم، نعتز ونفتخر بها نفكر باتّزان وعقلانية، قياداتنا حكيمة تسهر على مصلحة ونهضة ورقي المجتمع، لها رؤيا واستراتيجية مدروسة ،جلّ همها السعي من أجل تحقيق وإحقاق العدالة، نبذ العنف وبناء جسور التقارب.
أما مؤسساتنا فحالها على ما يرام، تحيك اللعبة على الأصول لا تحتار، تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، لا يهمها أي اعتبارات شخصية طائفية أو عائلية. أما المعركة الانتخابية فكم هي نزيهة وشريفة وديموقراطية، وحمدا لله! فقد رحلت المجاملات والثقافة الذاتية فلا أقنعة زائفة، لا تلوّنَ، لا رقص أفاعٍ ،لا تسيّبَ اجتماعيًّا، ولا تقليدَ للغرب لدى شبابنا الذين نعتز بهم ونفتخر، لا نهتم بالقشور، نحترم أهلنا، لا عنف ولا إجرام، لا مخدرات، لا سموم، ولا هموم، ولا نتعامل بالسوق السوداء، لا شعارات رنانة، ولا بكوات، لا مخترة، ولا عنترة، ولا تصفية حسابات .
الاستقامة ومكارم الأخلاق مسلكنا، وكم نحن مؤدبون لفي المجنّة أثناء مراسيم الجنازة، كلنا خشوع وخضوع ،نقف كرامةً وإجلالًا وتعظيمًا تماشيًا مع صلاة الميت والتعاليم الدينية.
وما يثلج الصدر حكومتنا، أمدّ الله في فترة حكمها إلى أبد الآبدين! وأبقى سورلي ونتن إلياهو مصدر الفخر والاعتزاز ومثالًا للإخلاص لمحافظتهم وسهرهم على مصلحة وأملاك الدولة، وخدمة المواطن على مدار الساعة، ومحاربتهم من أجل حقوق المواطن العربي، وسعيهم المكثف لإبطال قانون القومية، وتخصيص الميزانيات، وحل مشاكل الأزواج الشابة وتوسيع الخرائط الهيكلية، وقد وجهت عقيلته بيانًا شديد اللهجة إلى أعضاء الائتلاف وهددتهم في حال عدم دعم خطتها لتنفيذ ما ذكر وتطوير " تطريز" الوسط العربي وحل مشاكله بمعاقبته والتوصية بعدم انتخابه وعلينا أن نحترمهم وندعم بعلها الذي لا ضلع له في أي ملف. "לא יהיה כלום כי לא היה כלום".